شؤون فلسطينية : عدد 9 (ص 217)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 9 (ص 217)
- المحتوى
-
ان قضوا في السجون سسبعة وعشرين عاما اعتبرها
كثيرون من رجال السياسسة والقانون كافية للتكفير
عن جرائم ©» كان نظام بأكمله مسؤولا عنها وليس
افرادا بالذات . وبهذا الضغط العئنيف جدا »
اضطر البرلمان الى بحث المسألة . وبفعل ا
صاحب كل ذلك من توترات ومؤامرات ومناورات
لعب بعض البرلمانيين فيها ولاغراض في نفوسهم
لعبتهم حتى اخر الشوط وبأسلوب مفتعل ايضا »
فان الناس خرجوا من أتون هذه المعركة العاطفية
المحلية بمشاعر مختلفة لكنها على كل حال مشاعر
القرف والاستهجان . لقد عرضت الصهيونية البلد
لافدح هزة عاطفية تعتريه في ثلاثين سنة ©» بدون
سبب يذكر وبدون تعقل وبدون أي منطق . بل
أكثر من ذلك ان تهمة اللاسسامية اياها » القيت
على عاتق وزير العدل الكاثوليكي بدون أي وازع.
ووقف' هو يرد الصاع صاعين في البرلمان وامام
عدية التلفزيون منددا بهذا الاسلوب المستهجن .
واسوأ من ذلك كله » ان اسرائيل حاولت التدخل
فقرر برلمانها ارسال ششكوى الى حكومة هولندا
ضد احتيمال الافراج عن هؤلاء المساجين . لكن
الحكومة ومحافل سسياسية كثيرة في هولئدا لسم
تأبه بذلك واعتبرته تدخلا سافرا في شؤون البلد
الداخلية ٠ والخلاصة ان كثيرين من أصحاب
العقول الذين كانوا حتى الان يعطفون على
اسرائيل ولو قليلا © اصبحوا يمجون الصهيونية
لانهم أحسوا بمناورتها الاخيرة وكأنها تصفعهم على
وجوههم صفعات اهانة وتحقر . فان الهولنديين
جميعا تعرضوا لارهاب النازية واصضطهادها
بدون استثناء . وهم يعرفون ان يهود هولندا »
مثل اليهود في أقطار اوربا جميعا »© لم يلعبوا اي
دور في عمليات المقاومة . وعلى هذا الاساس »
غان اهمال الدور الذي قام به الهولنديون في
مقاومة النازيين » كلما عزفت اسطوانة الاضطهاد
النازي في هولندا »© والتركيز في مقام ذلك كله
على الضحايا اليهود فقط © امر لا يقبله الكثيرون
ويرون فيه مسا متعمدا بكبريائهم وكرامتهم .
ولذلك اثبتت الصهيونية من حيث لا تريد أن
الرعايا اليهود في هولندا لا يمتون للمواطنة
الهولندية بأية صلة . وهي في هذا. تناقض نغسسها
بنفسها شأنها في ذلك في قضايا كثيرة من قضاياها .
غان الصهيونية كما اكتشفنا في مؤتمرها الاخير
الذي عقدته في القدسس تحر على هجرة اليهود
52
لاسرائيل من أقطار شرق أوروبا فقط © لانها لا
ترغب من المثقفين والمتمولين في الفرب تيرك
قواعدهم » على أسساسى ان عدد اليهود في غرب
اوروبا محدود اولا » وعلى اساسن الابقاء على
نفوذ اليهود هناك ثانيا . ولو كان العرب في
الغرب في حالة استنفار دائم ليجابهوا حمسلات
المهيونية المفرضة »© لكانوا شدوا من عزم
الامدقاء المحليين الذين يحبون التصدي لها .
لو كان للعرب صوت في هولندا في تلك الايام
ليذكر الناس بهذه الازدواجية في اخلاق الصهيونية
وبجرائم الصهيوئيين في الاراضي العربية المحتلة
وباعطاء حصسور عن بربريتهم وهمجيتهم ©» لكانوا
أفسدوا على الصهيونية ما هدفت اليه وهو اول
واخرا تجديد العطف على اليهود واسرائيل .
ختاما لا بد من القول ان من حظ الصهيوئية في
الغرب أن العرب ليسوا موجودين دائما هناك ©»
وان صوت ثورتهم الفلسسطينية ليس دائما هناك.
ولا انسى في هذا المجال الاشارة الى ان المتفجرات
التي وقعت في بعض مصانع المانيا وهولتدا في
شهر شباط لم تحدث الاثر المرجو منها بالنسبة
لسمعة الثورة الفلسطينية » لانها جاءت في فترة
من فترات خفوت صوت الثورة الفلسطينية . لقد
حاولت حكومات هذه الاقطار ان تنفي.المسؤولية عن
المقاومة الفلسطينية » أو عن الفئة التي أكدت
انها قامت بها » ربما لوقوفها على حقائق اخرى
وربما من باب ذر الرماد في العيون . وهكذا لم
تتح الفرصة لاحد لكي يعلم حقيقة © ان هذه
المصائع تصنع أسلحة ومعدات حربية لاسرائيل
او تصدر غازا طبيعيا لاسرائيل . اذا لم يتأكد
الناس من ذلك »© فان اي تفسسر لنششساط الثورة
الفلسطينية في أقطارهم لن يشفي غليلهم » حتى وان
تحقق ذلك النقاط الحربي الطابع دائما وفي كل
الحالات بدون ضحايا . غان من أهم الضمانات
لبقاء سمعة الثورة الفلسطينية نقية 2 هي عدم
تعريض الارواح للمخاطر والموت في أية عمليات
حربية يقومون عن طريقها بالهجوم على مصالح
اسرائيل الاقتصاديةفيٍ الخارج . هذا شرط اسساسي»
والا قان احدا لن يفرح لهذه الاعمال الا منظموهنا.
أما الضضمان الاكبر لبقاء سسمعة الثورة الفلسسطينية
ا ا ا 0
الذي يقذف على جيش اسرائيل ومعسكراتها
ومعائعها »© وبالاعلام الناضج العالي الصوت © - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 9
- تاريخ
- مايو ١٩٧٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 4056 (7 views)