شؤون فلسطينية : عدد 13 (ص 18)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 13 (ص 18)
- المحتوى
-
أسرائيل عن تعرضها لخطر الابادة عشية افتعال العدوان . فالادعاء القائل بأن وجود
الدولة الصهيونية كان عرضة للخطر ؛ وان هذا الخطر المزعوم بات يتهدد سكان اسرائيل
بالفناء ويستهدف ابادتهم والقضاء عليهم » لا يعدو كونه « خدعة » تفتقت عنها مخيلة
الاوساط الحاكمة في اسرائيل قبل توقف القتال وبعده بقصد تبريرها لثمن العدوان وتهيئة
الجو الملائم للاحتفاظ بالمكاسب وتحقيق الاطماع التوسعية . ومما قاله بيليد خلال
المناقكشضة : « أن النظرية التي تعتبر ان اسرائيل كانت عرضة لخطر الابادة غي حزيران
1 » وأنها حاربت في سبيل كيانها المادي آنذاك » ليست سوى خدعة ( قاط )
ولدت ونمت بعد الحرب » ( هارتس >6 177/9/15)(.
غالحكومة الاسرائيلية درجت على التمسك بوجهة النظر القائلة ان « خطر الابادة وحده
يبرر شن الحرب » ٠ بينما يرفض بيليد هذا الادعاء ويجرده من كل أساس للصحة 5
والمعروف عن هذا العسكري في الاحتياط انه لا ينتمي الى الفئات الاسرائيلية التى تحسب
نفسها على اليسار » بل يشتهر عنه اتخاذ المواقف المتمادية في موالاة أميركا ومعاداة
الاتحاد السوفياتي(؟). فلا عجب »؛ اذن »؛ أن ييأتي تفسيره للعدوان الاسر ائيلي على
النحو الاتي : « كان سبب الحرب محاولة الاتحاد السوفياتي تغيسير الوضع الراهن في
المنطقة ؛ بأن تحل تسوية سونياتية محل التسوية الاميركية القائية منذ 1951 . والعرف
كان لهم دور ثانوي بهذا الشسأن »4(6).
وفيما يتعلق بالسؤال « المحوري » عن تعرض اسرائيل للابادة سنة 1951 نجد بيليد على
استعداد تام للاعتراف ببطلان هذا الادعاء وفضح الدوافع الكامنة وراء التذرع بخراغة
الافناء والابادة . فهو يتساعل خلال المناقشة التي تطرقّت الى موضوع يحتل متزلة
المحرمات التي تستنزل تهمة الخيانة على كل من تحدثه نفسه بالخوض فيها » بقوله :
« ما هي اخر مرة كانت أسرائيل فيها مكشوفة لهجوم عربي ؟ » . لكي يجيب على
تساؤله مؤكدا : « كان ذلك سنة لم5١ » كما اقرأ التاريخ »(5).
بيد أن العميد بيليد وجد من يساركه هذه القراءة « الجديدة » للتاريخ المعاصر . فقد
أعرب زميله في الاحتياط ؛ عيزر وايزمان » وشريكه في النقاش « عن قدر من الموافقة
على القول ان دولة اسرائيل لم تتعرض لخطر الدمار عثسية حرب الايام الستة » ( عال
همشمار » .5/؟0()/1/9. ولا حاجة بئا الى تذكير القارىء بأن وايزمان شغل منصب
رئيس شسعبة العمليات في القيادة العامة للجيش. الاسرائيلي خلال عدوان الخامس من
حزيران 195 ٠. فهو كما بيليد أحد الجنرالات الاثني عشر الذين كانت تتألف مة
هيئة الاركان العامة للجيش الاسرائيلي في ذلك الحين . ومما أثار استغراب الكثيرين ان
يبادر نفر من القادة الذين أحيطوا بهألة تعظيمية في اعقاب الانتصار الاسرائيلي الى
الاقدام على التشكيك في صدق الدوافع التي أعلنتها حكومتهم لتبرير عدوائها » ثم رفعتها
الى سدة العقيدة المنزهة عن كل نقاش أو تساؤل حول مضمونها ومقوماتها . هالاقوال
التي وردت على لسان بيليد ووايزمان لم تذهب عيثا هذه المرة . بل أدت يدورها الى
اثارة اهتمام الصحافة » فشجعتها على الخوض في موضوعات تتئاول عملية التضليل
الاعسلامي والنفسي الذي تمارسه اسرائيل منذ عدوائها » في المجالين : الداخلي
والخارجي . 1
ومهما تكن البواعث الكامنة لدى العميد في الاحتياط بيليد حتى تجعله يمضي في محاولته
الرامية الى تحطيم الاسطورة القائية على الزعم بوجود خطر يتهدد اسرائيل بالابادة
على الصعيدين : الفردي والجماعي س فان القضية تحولت بين عشسية وضحاها الى
موضوع الساعة » وانتقلت من قاعة الندوة الى ميدان الصحافة والاعلام والراي العام .
غفي 51 أذار ( مارس ) 1975 نشر بيليد دراسة طويلة في صحيفة « معاريف » وهي
17 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 13
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٧٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22446 (3 views)