شؤون فلسطينية : عدد 13 (ص 159)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 13 (ص 159)
- المحتوى
-
9ه القضية الفلسطينية عرييا
ان التغيرات التي طرأت على مستوى العلاقة بين
جمهورية مصر العربية والاتحاد السوفياتي » وما
تبع ذلك من تطورات في الساحة القومية على صعيد
الاعلان عن قيام دولة الوحدة بين مصر وليبيا »
تحتم علينا أن نلقي بعض الضوء على خلفية علاقة
الاتحاد السوقياتي بالقيادات الوطتية في العالم
الثالث لما لذلك من علاقة مباشرة بالتحرك الثوري
العربي بصورة اجمالية 6 وبالتحرك الثوري
الفلسطيني يصورة خاصة .
ان الاتحاد السوفياتي هو قوة الردع الاساسية
تجاه التواجد الامبريالي الامركي . مالوجود
السوفياتي في منطقة البحر الابيض المتوسط هو
تحييد للطاقة الهجومية التي يمثلها الوجود الامبريالي
الامركي في المنطقة بالنسية للاهداف المرحلية
المشروعة للثورة العربية المعاصرة . اي أن الاتحاد
السوفياتي »© حين يتحالف مع القوى العربية
التقدمية » يضيع نفسسه في موضع يتلاقى فيه مع
اهداف الثورة العربية المرحلية. قالاتحاد السونياتي
ليس مجرد صديق © بل هو بالشرورة حليف . لكن
هذا التلاتي المستمر لا يعني بالضرورة التلاتي
الدائم » ولا يعني الارتباط العضوي نظرا للتباينات
العقائدية القائمة أو المحتملة والتي يمكن أن تجعل
المسائدة في «مستوى العلاقة الالية او العضوية ,
ومع ذلك فان التحالف مع الاتحاد السوفياتي يجب
أن 'يكون مطلبا: استراتيجيا للثورة العربية المعاصرة
للاسباب الثلائة التالية :
أولا ان قدرة التحرك الثوري العربي على انجاز
التغييرات المطلوبة في الواقع العربي وعلى ترجيح
القوى العربية الذاتية على الكيان الصهيوني
الاسرائيلي في المنطقة © ترتبط ارتباطا وكيقا
بالتحالف مع القوة الكبرى التي هي قادرة © بحكم
مصالحها واستراتيجيتها » على احتواء قدرة
الانقضصاض الامركي على اهداف الثورة العربية
المرحلية والثابتة » وبالتالي الغاء هذه القدرة .
ثائيا ان التحالف العضوي بين الولايات المتحدة
واسرائيل والقوى الرجعية العربية ؛ يششكل بحد
ذاته قوة مادية قادرة على عرقلة مسيرة الثورة
العربية المعاصرة اذا لم تتمكن هذه الثورة من
ارساء معادلات جادة ومستديمة مع القوى العالمية
لحف
المناهضة للامبريالية . ثالثا ان هذا التحالف
العربي مع الاتحاد السوفياتي © يتمشى ويتواق”
مع سياسة عدم الانحياز ٠ غاللاائدياز لا يعني
موقفا وسطيا متساوي المسافة بين الامبريالية
الامبركية والمعسكر الاشتراكي المناهض للامبريالية»
يل بالعكس » ان سياسة عدم الانحياز تعني
انحيازا: للقوى التصحيحية الكامئة في كلا الكتلتين
مع الادراك بأن احتمالات سلامة المنهج والسياسة
العامة مرجحة بشكل حاسم في كتلة المعسكر
الاشتراكي . وبالتالي © وفي ظل عدم حدوث اي
تعديل في المعادلة الاميركية الاسرائيلية © فان
التعديل الذي يمكن ان يطرا على المعادلة العربية
السوفياتية غير مبرر الا اذا كان باتجاه التماسك
الاشد عضوية والاكثر كثافة .
هنا علينا ان ندرك بأن الاتحاد السوفياتي قد تخلى
عن سياسة التزمت الستاليني التي اقتضتها ظروف
التكوين الاشتراكي وتلروف الحرب العالمية الثائية.
وجد الاتحاد السوفياتي نفسه > بنسب متفاوتة وفي
مراحل مختلفة © متجاوبا مع النظرات الاستقلالية
والتطلعات التحررية التي ميزت سياسة اللاانحياز
في دول العالم الثالث الحديثة الاستقلال . وكان
من جراء ذلك حدوث تلاق منتظم بين الاتحاد
السوفيلتي وبين الحركات التحررية الاصيلة في
العالم . لكن هذا التلاقي لم يكن يالضرورة ©
وباستهرار » خاليا من التوتر والاختلافات في وجهات
التظر خاصة وان استقرار الاتحاد السونياتي كدولة
كبرى ذات مصالح استراتيجية كونية حتم عليه
سلوكا اتسم بتمازج بين المصالح الاستراتيجية
الكونية ومصالح الثورة العالمية المعاصرة . هذه
الملامح المتوترة في إطار التحالف بين دول العالم
الثالث المتحررة والاتحاد السوفياتي » ادخلت الى
العلاقات الدولية » والى منطق الثورات المعاصرة
تعديلات جذرية خاصة على المواقف الدوغمائية
السابتة لكل من الاتحاد السوفياتي والحركات
الثورية في العالم الثالث . هذا لا يعني © بالطبع »
عدم استمرار المواقف المتزمتة للذين لم يتمكنوا من
استيعاب وهضم التعديلات الجذرية التي طرأات
على المسرح العالمي وعلى موازين القوى وعلى
السلوك المأهبي للثورات المعاصرة . لقد نظسر
الموقف المتزمت للاتحاد السوفياتي ايام ستالين »2 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 13
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٧٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10669 (4 views)