شؤون فلسطينية : عدد 13 (ص 160)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 13 (ص 160)
- المحتوى
-
وابان حدة الاستقطاب بين الاتحاد السونياتي
والولايات المتحدة في عهد الحرب الباردة » الى
سياسة اللاإانحياز على انها « قوة أحتياطية »
للاستعمار وقطع طريق على الثورة الشيوعية ٠
لكن سياسة اللااندياز استمرت في العالم الثالث
واكدت انسلاخها التام عن اي انضواء في اطار
الاحلاف العسكرية والاقتصادية التي أنشاهسا
الغرب »© نأثبتت بذلك مصداقية قدرتها على التصرف
بيقدراتها بحرية كما حصل في مصر والهند وغيرهيا
من قوى العالم الثالث . وكان هذا ميا حدا بالاتحاد
السونياتي لادراك حتيقة مفادها ان مناهضة
الامبريالية الاميركية والرأسمالية الدولية » يمكن ان
تكون متعددة الاشكال والوسائل ٠.
كان هذا الادراك انعكاسسا لتطورات داخلية في
الاتحاد السوفياتي تمثات في استقرار مرحلة التأجج
الثوري في مؤسسات ثورية » وفي تحول المجتمع »2
من خلال نجاح مؤسساته وزيادة قوة البنية
الداخلية التي يتركب منها المجتيع السونياتي »© نحو
مزيد من الضيانات والحقوق للمواطئين السوفيات
ولمطامحهم الاجتباعية والثقافية والاقتصادية ؛ ونحو
مزيد من الثقة بالقدرة على مواجهة التحديات
الامبريالية. لقد جعلت هذه الثتة القيادة السوفياتية
تدخل مرحلة اكثر انفتاحا من مراحل التزمت التي
تلازم عادة مراحل القأسيس ٠ كان من جراء ذلك
أن اخذ الحوار تدريجيا مكان البيانات المتبادلة »
ورغم أن الحوار لم يكن بالمستوى المكثف المطلوب
دوما » الا انه أخذ موقعه في العلاقات الجادة بين
دول العالم الثألث والاتحاد السوفياتي ٠ وهكذا
بدأت العوامل التي تجمع ما بين دول عدم الاتحياز
والاتحاد السوفياتي تنقشط وتكيت العوامل ألتي
تفرق بينهما . واخذ الاتحاد السوفياتي يقدم »
بالاضافة الى دعبه الدبلوماسي المستمر » للقهايا
العربية وتضايا التدرر © المساعدات الضخمة
لتمكين المجتمعات الافريقية والاسيوية من ينساء
المؤسسسات الصناعية ومؤسسات التمويل
الاقتصادي والاجتباعي مثل سيد اسوان ونسد
بكره تاقال في الهند ٠
وبيئما كان الاتحاد السوفياتي يمعن في الانفتاح
على العالم الثالث © كانت الولايات المتحدة بقيادة
دالاس وتوجيهه تمعن في المزيد من الانغلاق والتصلب
والتشدد 'ازاء حركات التحرر في العالم . ومن هنا
بدأت تتبلور معالم الامبريالية والاستعمار الجديد
في السياسة الامريكية بالاعتراف الشكلي باستقلالات
العالم الثالث © وني الوقت ذاته في العيل على
تفريغ هذه الاس.تتلالات من مشاميتها الاصيلة .
ادى هذا الانقلاق والتشديد من جائب الولايات
المتحدة ازاء مبادرات العالم الثالث © الى مزيد
من الابتعاد عن التعامل معها لانها كانت تسعى
الى وراثة الاستعيار القديم والى تطويق الاتحاد
السوفياتي بحزام من القواعد العسكرية ومناطق
النفوذ السياسية والاستراتيجية . لهذا عمدت
الى سياسة الاحلاف والى تفريغ العالم الثالث من
القيادات السياسية اللتزمة بالابعاد السياسية
والاتتصادية للتحرر الكامل » بواسطة اغتمال
أزمات اقتصادية © وترتيب انقلابات ٠ عسكريم 2
وتشجيع القرى اليمينية والمحافظة يشتى الوسائل.
كانت هذه الهجية الامبريالية الامريكية على القيادات
الوطنية المتحررة في العالم الثالث © تدفع هذه
القيادات الى الزيد من التعامل والتحالف مسسع
الاتحاد السوفياتي »© الذي تحلل ©» يدوره © من
الاجتهاد المترمت السالف . وهكذا » ومئنذ
الستينات ©» وجدت قوى عدم الاندياز أنها أاصبحت
بالشرورة اكثر انحياز!ا للمواقف السونياتية لان
الاتحاد السوفياتي » بالمقابل >4 وجد ئنسسه في
موقف المتبني للمواقف المصيرية للدول غير المنحازة.
هذا التوافق العام بين الاتحاد السوفياتي والقيادات
الوطنية التحررية والتقدمية في دول العالم الثالث»
هو الذي مكن هذه القيادات من الحفاظ على
الانجازات الاستقلالية والتطورية والثورية امام
الهجمات المتكررة للامبريالية الامريكية . هذا لا
يعني ان الولايات المتحدة لم تتمكن .مسن تحقيق
اتتصارات على المكاسب الوطنية والثورية التي
حققها العالم الثالث » يل بالعكس »© لقد شاهدنا
مثلا في غانا وي مالي وف اندونيسيا وني غيرها من
مناطق العالم الثالث انتكاسات بل هزائم للمكاسب
الوطئية والثورية فيها . ولقد تمكتت الولايات
يتها في التحرك
السياسي والاستراتيجي في المنطتة الاسيوية
الافريقية » والى حد اكير في دول اميركا اللاتينية
من جراء التباعد والانقام الذي حصل داخل
المعسكر' الاشتراكي © خاصة التناقش بين الاتحاد
السوفياتي والصين ٠ كان لهذا التناقض الذي
برزت معالمه بحدة في منتصف الستينات أثر مياشر
على علاقات الاتحاد السوئياتي مع السالم الثالث ٠
فين جهة لم يعد الاتحاد السوئياتي قادرا علسى
الامعان ف مسائدة وتبني دول العالم الثالث الوطنية
والمتحررة والتي لا يزال على رأسها توى غير
517
المتحدة ان تنفذ © وأن تستعيد حيو - هو جزء من
-
شؤون فلسطينية : عدد 13
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٧٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 17435 (3 views)