شؤون فلسطينية : عدد 12 (ص 148)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 12 (ص 148)
- المحتوى
-
غردبت من أجل مساعدة صديقه الذي يريد التودد
من بوركسيا الغانية الثرية ووارثة الجاة الكبيم .
من تاحية اخرى شايلوك مراب من مخلفات العصور
الوسطى كان يمثل في يوم من الايام عنصرا هاما
يعيش في مسامات مجتمع “الاقطناع والاقتصساد
الطبيعي ( على حد وصف ماركس ) يسبب تخصصه
في التعامل بالرأسمال السائل . ولكنه تحول في
الوقت الحاضر الى عقبة في وجه البورجوازية
التجارية الجديدة التي تعمل بحكم مسسارها الطبيعي
على تدميره واستئصاله لصالح أساليبها الجديدة في
انتاج الثروة وتعمل للحلول محله بحيث يتم اخضاع
الرأسسمال الربوي الى مصالح الرأسمال التجاري
الجديد . اي ما يسميه ماركس في المجلد الثالث
كن «رلشن المال» «بميطلب اخضاع الرأسمال الربوي
ووسائل الاتتاج القابلة للتسليف عامة الى تمط
الانتاج الرأسمالي .)١(» ولا تتم مثل هذه العملية
بطبيعة الحال © الا عبر صراع اجتماعي واقتصادي
مرير تنتصر فيه فئات وتذهب ضحيته فئات اخرى
ومن هنا مأساة شايلوك ودماره في نهاية المسرحية.
ومن هنا يروز المسألة اليهودية . يقول ماركسس
في وصنه لهذه الظاهرة في المجلد الثالث من
7 اشن المال » ما يلي : « لقد نشأت مؤسسسسات
التسليف في القرنين الثاني عثر والرابع عثر في
البندقية وجنوا من حاجة التجارة البحرية وتجارة
الحملة المرتبطة بها الى تحرير انفسهما من سيطرة
الريا المتخلف ومن احتكار السوق المالي ...
ويتبقي الا ننسى :ان التجار الذين أنشأوا هذه
المؤسسسات كانوا مواطتين بارزين في هذه الدول
وكانوا مهتمين بتحرير حكوماتهم بقدر اهتمابهم
بتحرير أنفسهم من مطالب المرابين بالاضافقة الى
مارسة سيطرة اكد واضمن: على الدولة ©( .
لذلك نجد أن اجواء ششايلوك تتسم بالانقباض
والضيق والتدهور » بالشك والخبث والتكتم »
وبالتهسك بما هو كائن في محاولة من قبل من يدافع
عن نفسسه ووجوده واستمراره من موقع الضعيف
والخاسر والمضطر لذلك الى اللجوء . الى الحيلة
والخبث والاساليب اللملتوية في مواجهة القوى
العاتية التي يستشيعر أنها ستجرفه . ان طبيعة
الصراع بين القوى الاقتتصادية والاجتماعية التي
١ ب الطبعة الانكليزية » دار التقدم ©» موسسكو»
صن ١6١ه..
0 المرجع السابق » ص.//ه ٠.
١51
يمثلها انطونيو ( الرأسسمالية الناجية ) من ناحية
والتي يمثلها شسايلوك ( الرأسمال الربوي الذي
احتكره اليهود لفترة طويلة ) من ناحية اخرى
واضحة في مسرحية شكسبير وهي كامنة خلف
كل مظاهر الكراهية والاحتقار والرغبة في الانتقام
التي تطبع العلاقة بين الشخصيتين في المسرحية .
يفسر شايلوك بغضيه لغريمه بقوله ان انطونيو
« جاهل أبله » يقرض الال بلا ربح »> ويسقط
قيمة النقد في البندقية . لثن اخذت بتلابينه يوما
لقد شسفيت حزازاتي القديمة منه . هو يبغض أمتنا
اللقدسة ويسخر حتى في المصفق الذي يجتمع
فيه. التجار عادة مني ومن معاملاتي ومن ارباحي
المحللة التي ينعتها بالربوية . لعنت عشيرتي ان
كنت غافرا له هذه الذنوب ٠. »
ف الواقع لقد طلب انطونيو القرض لاسباب تافهة
لا تدل في الواقع الا على تدني نوعية المناسبة
التي يضطر فيها مثل هذا التاجر الصاعد لخدمات
خصمه المحتقر والمنبوذ في الاوساط المالية الجديدة»
كما يدل قبول انطونيو رهن قطعة من لحمه مقابل
المال على حقيقة نظرة طبقته الى خصمه وما يمثله
من مصالح سائرة في طريق الاندثار » بالاضافة الى
ثقته اللامحدودة بانتصنار تجارته وارياحه في
المستقبل
عندما طلب انطونيو المبلغ من شسايلوك أكد شكسبير
مرة اخرى طبيعة الصراع بينهما وحقيقته بقوله على
لسان المرابي مخاطبا التاجر : « يا سنيور انطونيو
طالما صادفتني في مصتق الريالتو فسخرت .من
اعمالي المالية ومن مراباتي © فلم اقايل ذلك الا
برفع الكتفين © وجميل الصبر. لان الالم هو احدى
الافات التي خصت بها امتنا ٠ وطالما نعتني بالكافر»
أو الكلب الكلب ( بنتح الكاف وكسر اللام ) ©»
ويصقت على عباعتي التي يعرف مثها التناسن
يهوديتي » كأنك تعيبني لاستعميالي مسا هو
ملكي . أما الان فيظهر انك في حاجة الي :
« شايلوك تريد منك نقودا » من يقول لي هذا ؟
انت يا من ينفث في لحيتي لعابه » ويطردني. من
حضرته ركلا » كما يطرد الكلب الغريب من عتبة
البيت . تطلب مني مالا ! غنم ينبي ان اجيب ؟
أيحرز الكلب نقودا ؟ أيعقل ان كلبا يقرض ثلاثئة
الاف دوقي 1 ام يتعين علي ان آخر ألى الذقن, »
وان ارد عليك يصوت خافت ©» وقلب خاشع
« يا مولاي الجميل ! يوم الاربعاء المنصرم بصقت - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 12
- تاريخ
- أغسطس ١٩٧٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10666 (4 views)