شؤون فلسطينية : عدد 16 (ص 19)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 16 (ص 19)
- المحتوى
-
لن ادع أحدا يلمس المشهد الذي اتأمله . ادرك: انه مصئوع من البؤس والخرق أليالية.
لكنه يفعم حاجتي الجمالية » ويمكنني من امتحان تفوقي في تذوق حالة الفقراء » كأنهم
وجدوا هنا لارضماء نزوتي 5 أمن قبيل الصدفة أن ل 1 المشوار 3 "الرياط :0
متاخما لاحياء تنكية تحوي ...4" شخص »؛ أو ان تكون بعض المخيماث القلب أفلسطينية
ملاصقة لاجمل اينية بيروت ؟ أمن قبيل الصدفة ان يقضئئ الاوروبيون عطلتهم » أكثر .
فأكثر » في البلدان المتخلفة » مظهرين شغفهم بالتجول في الاسواق القديمة قبل العودة.
الى القصور المبنية خصيصا لهم ؟ الى حد ان ولوج عربي رث الثياب او اميركي اسود
في أحد الاحياء السكنية الراقية آمر بحد ذاته كاف لاستنفار الشرطة .
اليكم ما اجابني به عامل مغربي عندما سألته عما يخشاه اكثر من اي ثسيء في باريس ١ .
« السير في الشارع ؛ لان كل ألمارة ينظرون الي » . وبالطريقة نفسها » فعندما يعرض
المهندس المعماري على الزبون منظرا لا يمكن حجبه في اعالي بناء فخم'» فلا يكون ذلك
المنظر الا عبارة عن مزرعة قديمة وكرم يعمل خيهما رجال ونساء . فالبرجوازي «يتفرج»
على المنظر ل كما يتفرج الحسن الثاني على الاكواخ ولكن » قلما نتساعل عمما اذا
كان المنظر بحد ذاته عما اذا كان اولثئك المزارعون وعمال الكرمة راضين بأن يكونوا
« فرجة » ؟ وماذا يدعو سكان المخيمات الى قبول وضعهم كمنظر يتأمله البزجوازيون )
وشهود صامتين على ملذات البرجوازية المحتاجة لذلك القدر من الفراغ والتسليات ؟
أن لم تكن تلك « الفرجة » الا منظورة » لشعر المتفرج بطمأنينة ساكنة وسادية لانه
ليس في المشهد »© ولا هو في احد ارجائه . والمتفرج محافظ بمعنى انه لا يريد لتلك
٠ الفرجة » » ان يتغير لونهاً أو شكلها . فبؤس المقموعين يضفي ألوانا بديعة على تلك
اللوحة أو « الفرجة » التي يتأملها الغربي . لذلك لا يجب تغيير أي شيء » « فذلك
قد يفسسد جمال المنظر » © يقول اليرجوازي . و« الفرجة » « فرجته » هو . اما اذا كان
. المتفرج يستغل المنظر الذي يتأمله » فذلك يمكنه من اقامة نوع آخر من العلاقات : اذ لا
يكتفي الناظر » هنا » بالقيام بدور الحراسة السلبي » بل يصبح سيد تغييره العيلي »
علما بأن هدف عملية التغيير هذه لا يمكن الا أن يكون انتاجا لصالح السيد . وهذا الآخير
لا يكون أبدا مشهدا » ولا حتى جزءا من مشهد ؛ ولكنه قد يعرض نفسبه للفرجة » وهذآأ
أمر يختلف كليا عن « المشهد » . فهو يرفض ان يرإقبه المستغل ( بفتح الغين ) © وحتى
ان يراه . ولكن المستغل يراقب السيد بانتباه وصمت : وغاليا ما يكون ذلك لسوء طالع
لسيد ٠ :
ما قلته في الفقرة اعلاه انما يهدف الى الايضاح بأن استملاكا سلبيا وشهوانيا يتطابق
: بالضبط مع استملاكء ايجابي وتغييري : ما ان تنظر العين » وتقذوق لذة النظر » حتى:
تريد الاحتفاظ بالصورة المنظورة » فتسلب الصورة المشهد للاحتفاظ بها والنظر اليها»
كما يسلب السيد مشهده لاجل متعة أخرى .
لا يحلو لاحد أن يكون فرجة ينظر اليها الرجل القوي . وكل نظرة تتمتع بنفسها » ان
ارادت النظر لمجرد النظر ام الاحتفاظ بالقيء للتمتع بالنظر هي خالية من البراءة ٠
وما أتمناه » هو آلا يتمكن نظر الاوروبيين بعد الان من رؤية « الطابع المحلي »© ؛ وان
يختفي كل « طابع محلي » » والا يقدم المقهورون اي شيء يمتع الانظار : مثليا قد تكون
. حالة أيلول الاسود بلا قناع » في ميونيخ . ولكن » هل سيحدث كل شيء وكانه تحد
للغرب ؟ :
كل. ذلك مرهون بالطبع بالاسلوب الذي ستختاره الثورة القلسطينية لنفسها »© هاذا
أرادت الاحتفاظ بسمعتها لدى البلاد الغربية » وحاولت أن تغطي عن ثفسها صورة
مقبولة لدى الغرب © وحرمت نفسها »6 تبعا لذلك » من كل الحيل والاساليب التي تدينها
4أ. - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 16
- تاريخ
- ديسمبر ١٩٧٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10281 (4 views)