شؤون فلسطينية : عدد 16 (ص 91)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 16 (ص 91)
- المحتوى
-
ذات يوم لا بد لي من أله لتفكير بهدوء 8 اقول لنفسى داثيا أن فرصة ان امكر بهدوء لم تتح
لي قط في العشرين سنة الماضية ؛ فقد كانت عيثتي عيشة لكد حقاأ ٠ | /
اثنا » حين نفتد واحدة من حواسنا » فانها لا تضيع . كيف أشرح ذلك الاحسباس
طاقة حبيسة » ويكاد صوات استفاثتها أن يسمع 3 وهذا بالذات هو الشيء الذى
اعتزمت ©» طوال عمري »© أن أفكر فيه بيدوم ١ 0 "٠.
اما الان فليس ثمة الا الطواف على سطوح الاشياء الساكنة . الدوران الصامت في قاع
اجلس هنا » اناول الاكياس لصفوف لا تنتهي من اللاجئين . منذ عشسرين سنة يمتد امام
بصري هذا الصف الطويل من الرجال والنساء والاطفال » يتحركون امامي كالاشباح .
يتدافعون بلا صوت »© وترتطم الصفائح التي يحملونها يبعضها دون ان يصدر عن ذلك
وثميئا فشيئا اخذت ادرك أن وجودي هنا لم يكن مصادفة » غمما لا ريب فيه أن هذه
الارتال التي لا تنتهي من البشر البائسين كانو! يكيلون لي سبابا لا يحتمل » فانا
الطحين قليلا او فاسدا » وقد تكون جبوب الفول اقل من قشوره » ولكنني لم اكن
لاسيع . كانت يداي تمتدان بالاكياس © وكنت ارى شفاههم تتحرك » ولكئني لم اكن
: ان يحتمل ذلك الطوفان من الغضب الكسيح عشرين سنة متواصلة » يوما وراء يوم »
ويدا ممدودة وراء يد ممدودة . لقد كنت البوابة الحديدية لتصر المحسنين ؛ على
أقدامها يتكسر صوت الغضب . وامامي كان ملايين اللاحئين يعومون داخل حوض
:اقول ملايين »© لانني 4 ربما لكوني لا اسمع الاصوات » قد تعودت أن أرنى أرتال
ان ما آراه ليس الا تكرارا . شهريا لمشهد واحد عمره عشرون سنة ©» وأكتسبت
بالتدريج شعورا بانني اقف,امام صف لا نهاية له من البشر ؛ يعبر افراده واحدا واحدا
من تحت ذراعي وبصري » ولكنه لا ينتمي » لا ينتهي »© لا ينتهي ٠
ولست ادرى كيف تسلقت نغمة « عيشة النكد » الى لساني من اعماق سحيقة » ريما
لائني كنت بصوزة ما مسحوقا » في مكان لا يكاد يرى ؛ بين جدار البوابة الحديدية لقصد
| لحستئين ودين الامواج المتكسرة للاصوات الغاضسة القادمة من الخارج ؛ أو ربما لاني
بصورة ما كنت غردا في ذلك الرتل البائس من البشر » سقط بالصدفة امامه » وصار
. بالصدفة أيضما يتلقى امواجه الصامتة ويمتصها دون أن يعي © وظللت هناك »؛ شيئا
معلقا في الوواء مثل غيمة ٠. | ٌْ
وهكذا تبدا القصص » ثم لا يعرف احد كيف تنتهي : قرات في الصباح ان الولي عبد
العاطي ؛ المدفون في الحقول القريبة من المديئة » قد بدا يجترح المعجزات . وأن ثمة
كسحاء عادوا من عنده يمشون » والى جائب ذلك الكلام نشروا صورة للقبر الطيني
خنيضة » ووراء كومة الطين تلك كانت ترتفع شجرة ذات جذع ثخين » عارية تهاما من
0 آية ورقة » وبين. فرعين في اعاليها نبتثت » مباشرة من الجذع » كتلسة تشدبه رأس
الانسان 4 مرفوعة قليلا ألى الاعلى » كانها تنظر الى السماء » في وقت لا تكف فيه عن
53 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 16
- تاريخ
- ديسمبر ١٩٧٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39367 (2 views)