شؤون فلسطينية : عدد 16 (ص 97)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 16 (ص 97)
- المحتوى
-
الخيبة » ولا احصد الا العرق يتفصد عن جبهدها العالية ... .
ولولا ايو قيس لما عرقت 6 انا الاعمى » كيف تلتقي اقدار البائسين تحث جبال الانتظار
المهيض الجناح ؛ لولاه لما استطعت أن ارأك ؛ يا عبد العاطي © ولولاي لما استطاع
ان يسمعك .. . انما انت ثمرة طيشش تنبت في رؤوس الكسحاهء الذين يتعلمون »2
بخرعات البؤس المر » ان الحياة ليست سوى الانتظار © ولولا اننا تقاسمنا الخيبة ؛
سمعا وبصرا 4 لما ارتدت' الي طيرة حيفا » ولما التقيت فوق قبرك قدري » ولما عثرت
تحت رأسك على سريكي في هذه المرارة التي يكاد طعمها ان يقتلني اختناقا » ولقد
قادني الممصرون خاري طيرة حيفا » وآن للعمي ان يتحركوا . ان الاشياء التي ترونها
ليست هي ؛ وذات يوم سأشرح لكم ذلك كله © والا لماكان بوسعكم ان تروا في ثمرة
فطر نبيا صامتا يجترح المعجزات ؛ وأنا الاعمى الذى اعرف ان المعجزة ائما تجترح من
القاع » فالثيرة هي معجزة الجذور الضاربة في رحم الارض »© الضاربة في غور هذا
البدن المتدس للتراب الذي ليس له ملامح » وليس بوسع الفطر الا ان ينزلق على
الجذوع الجوفاء ؛ ان يطل على الناس من فوق وان يخدعهم » ولكنه ليس المعجزة » وانا
الان رنها لاول مرة ارى في الظلمة المحيطة بعيني حقيقة تتوهج بضوء لا قبل لاحد على
احتماله » واقبلك ايها العمى » اتحداك » واستطيع ان اسبر فورك » واذا كان
الميصرون يرون في الفطر نبيا ووليا يجترح المعجزات » فانا الذي رأيت فيه »؛ باصابعي ؛
ثمرة من الطيثى تنزلق على سفح احلامنا مثلما التفاحة تنبو وتنترض ؛ ولقد. اطرحتك »
ايها الولي ».واعطاني الرجل الآصم اسمك » ولم يكن بوسيعك ان تدافع عن هذا الذي
بقي لك »© وتركتنا نمضي ؛ ونحن حين مضينا انما قتلناك ودفناك مرة اخرى » بلا.ضوء
:وبلا صوتث »> وبالصمت الذى تستحقه !
جاء حمدآن فوقف ابو قيس واخذ يستعد ليمضي : « أسمع يا عبد العاطي » نستطيع ٠
ان تأخذ فأسا ومنكوشا ونذهب الليلة الى هناك » ,
قال حمدان : « أعوذ بالله » . الا ان انا قيس لم يسمعه » فمضى يقول : « لو قطعنسا
الشجرة » ودفئا راس الولي » فلعلنا نسترد ابصارنا واسماعنا » . واخذ يضحك فيهز
الطاولة أمامي » ويضرب يجمع كنه على ظهر حمدان الذي أخذ يدمدم حائقا ٠ وعاد
ابو قيس يقول متجها بصوته الى : « ان ظهور الولي لم يجترح المعجزة » فلعل غيابه
يفعل . . أتأتي.معنا يا ولد ؟ »© وكنت أعرف أن حمدأن سينقد صيره ؛ فأخذ يتنهد يصوت
مسموع » ثم قال © م انتما كافران مارقان تستحقان العمى والطرشى * اذا ذهبتما الليلة
لتخريب قبر الولي وشجرته فسيحكم عليكما بالمحق ©» ويمسخكيا ) قلت له : « اذهب
انت » واطلب منه عقلا » لعله يستحيب » فعاد يقول *: <( اذا ذهبتيا الليلة لتخريب قبر
الولي وشجرته احذت على عاتقي ابلاغ الشرطة ؛ ائني انذركها : سأبلغ الشقرطة »
تلت لنفسي : ها قد صار عند الولي جهاز شرطة ! وصاح ابو قيس بصوته الذي يشم
ماذا كنت تقول يا ولد ؟ » ولكنه لم ينتظر الجواب » بل مضى بخطواته الثقيلة الى خارج
المخيز » وعتدما وصل الرصيف صاح : « سأراك فيما بعد يا عبد العاطي ؛ علينا ان.
نتحدث »6 . 1 | 1
وخيم صمت تخشش فيه رائحة الوقد في الفرن » وهو يغوص صوب الوث .. وظل حمدان
صامتا ويفوح في صمته طنئين الندم ©» مثلما ينوح كلما كان يشتط به الغيظ. فيتحدث عن
العمى الذي أصاينى وكأنه عقابه . عددت ثلاثة ارغفة واسقطت شيئهبا في الدرس.
2-5 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 16
- تاريخ
- ديسمبر ١٩٧٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39369 (2 views)