شؤون فلسطينية : عدد 16 (ص 105)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 16 (ص 105)
- المحتوى
-
1
العيث بالاشمياء الموضوعة » منذ الولادة » على رغفوف الذاكرة » نائهة تحث الغيار '
هو ضئينا في الحديث عن ماضيه ؛ ولكنني علمت » مثلما يجمع الانسان شسظايا صحن
من ذهاب والده للسجن * وأذاقه زوج أمه مر العيش » خقد كان هقيرا »؛ وفظا وششرها )»
وقد لحأ الى أماكن عديدة الى أن انتهى به الامر الى هذا النرن مئذ عشر سنوأت تقريب 1
وحن ما زلنا منذ ذاك نعيش معا ؛ ونشكل ثنائيا غريبا فاقكت شهرته حدود الحي الذي
يقوم فيه الفرن . كان جسده قد أضحى قويا بلا حدود » وصار مضربا للمثل في البأس
والقشدة ) الا أنه لم يستخدم قط تلك القوة الهائلة النائمة في ساعديه واكتافه لتحقيق أى
نوع من أنواع العنف ضد أي كان ©» لقد كان فعلا على قناعة عميقة بأن أمور هذا العالم
لا تحتاج الى تقويم » وان التوة في حسد الرجل ليست الا رفاها أضافيا يمكن الاستغناء
وليس بقوة العناد أو يعناد الكوة . :
ومنذ عشر سنوات وأنا أنظر الى العالم بعيني حمدان ؛ ومع ذلك فائني لم أستطع أن .
الاشياء والناس على صورة فريدة من البساطة والآلية » وفي. احيان كثيرة كانت رؤيته
تشكل في ذهني جدارا أو بابا بيني وبين الحقيقة في شكلها الآكثر صصناء » تماما كما هو
نائم الآن أمام الياب . ٠
ومنذ أياب قليلة وانا أحس ذلك أكثر من أي ونت. مضى © وأكاد أرى في حمدان قيدا يزداد
1 ثقله » ومع ذلك لا غنى عنه بال لنسية لي » أنا الذي أدرك كيف تحول خلال عشر سنوات
والى رف كبير داخل رآسه ؛ يضع عليه أشياء الذاكرة »؛ وصور العالم » المدفونة تحت
غبار لا يريد مه .
إؤأاه
صبحوت باكرا على غير عادتي في أيام العطل »؛ ولما شعرت بأنني نهب للحيرة والضجسر
وقد وصلت الى الرصيف المقابل للفرن في ساعة مبكرة جدا » وكان النهار ما زال محتفظا
بطعم النوم ؛ وغير قادر بعد على ان يكون حقيقيا تياما » كأنه لم يسخب نفسه بصورة
كاملة من عالم الاحلام الصامت . ولعل ذلك بالذات ما جعلني أرى ما رأيت على تلك
الصورة المدهشة : فقد كنت اعتزم عبور الشسارع الى الفرن عندما لاح لي عبد العاطي
واققا قرب الواحبة . كان ما يزال لابسا ثوبه الليلي الابيض »© وكان يزن خبزا لزيون
ترفع عصا الميزان النحاسي ذي الكفتين المربوطتين أليها بالسلاسل وهو يقوم بوزن
الخيز وقد وضع تحت ابط ذراعه الاخرى عدة أرغفة أضافية © فيما مضى يتجه بعينيه
الضريرتين الى الامام مثلما يفعل العميان حينما ينصرفون الى تركيزئ وعي حواسسهم
الإاذاى . 1
كان الصباح الممتلىء بجو الليل يخيم .على الطريق » .والمرن من الداخل ما يزال مظلما
تقريبا » وهكذا فقد.يدا عبد العاطي,,الواقف قريب إلبابب .بثوبه الابيض الطويل, وكأنه
166 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 16
- تاريخ
- ديسمبر ١٩٧٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10255 (4 views)