شؤون فلسطينية : عدد 16 (ص 107)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 16 (ص 107)
- المحتوى
-
اللحظة ذاتها » وقد احتاج خروجي من ذلك الوهم.جهدا يكاد لا يصدق » مثلما يقتلع
الرجل جذر سجرة » وكدت اجعل نفسي نكتة الموظفين في المكتب ٠
والآن » أول ما يحدث لي هذا الصباح شيء لا مثيل له » فأعيش بين عبد العاطي والولد
والطفل ؛ الخيز والميزان والسبكين 6.حلما جذيدا يكاد.يشبه كابوسا يصاب به حارس
اليلي جديد لمتحف قديم . 00
استكشافه او تلمسه » وكان عبد العاطي جالسا هناك » مغوصا هو الآخر كما بدا لي ؛
في عالمه الذي لا يعرف احد آين يقع قراره » وقلت لنفسي : أتراه يفكر بالشيء ذاته ؟
قلت فجاة » دون أن أدرك بالضبط ما الذي كنت انوي قوله : 0
<٠ - « أتعرف يا عبد العاطي ؟ يتعين علي أنا وكذلك نت ان نفعل شيئا . لا ينبغي أن
1 نستمر كذلك ؛ لم يعد بوسعنا أن نستمر حتى لو اردنا . يجب أن نفعل ثشسيئًا ... »
أوكان عبد العاطي يتجه براسه نحوي ويستمع بكل جسده > ليس بأذنيه فحسب © وقد
هز رأسه موافقا على ما قلت » الا انّه أشار آلى داخل الفرن اشارة لها معنى ؛ فقلت ٠
« تقصد الولد ؟ أنا وأنت والولد ؟ 4
هر رأسه ؛ فيما مضيت أقول :
« وماذا ينفع ذلك الولد ؟ انني متأكد انه يكرهني ويكرهك ؛ وذات يوم سيقتلنا » .
ابتسم عبد العاطي » وقال شيئا وهو يهز رأسه منكرا ما قلته » الا أنني لم أكن مقتنعا
.. -محدوى هذأ الثلاثي المتذافر الذي لا يعرف اين يتعين عليه أن يذهب .
« طيب . . . حتى لو كنا ثلاثة » انا وانث وذلك الولد ) قماذا ترائا سنفعل ؟ »
ولم اعد احاول معرفة ما سيقوله عبد العاطي » فقد كنت متأكدا انه يعيش مثلما أعي.»
وسلط تلك الغابة الكثيفة من علامات الاستفهام » فمضيت اتحدث وكاتما لنفسي © .
١ ْ تستطيع مثلا أن نذهب فنحطم قبر الولي ونخلع شجرته ونفشى غلنا . نستايع أن
نذهب فنشضرب مصطفى ونرغمه على الزواج من زينة . نستطيع أن نلقي خطابا في جموع
اللاحئين الذين يقفون بالصف لتسلم الاعاقة . نستطيع أن نفعل ذلك وأكثر ...
نستطيع أن نعود الى الطيرة .. آلا نستطيع ؟ »
تلك اللحظة دخل الولد مرة أخرى »© قادما من الفرن » ويبدو أنه سمع جزءا مما كنت
أقوله » فرماني بتلك النظرة القاسبية التي يعطيها جسده الحديدي العاري ثيرة أقسد
قسوة » واتجة الى عبد العاطي بالحديث © وقد استغرق الاثنان بالجدل غجأة حتى أنهما
لم يلتفتا الي وانا اثف 4 ثم أغأدر الفرن خارجا الى الطريق الذي كان يسبح > صامتا )
في وهج الشمس .
٠ وا ا
ها انت تغطس في عتمة الذاكرة كما تنطفىء الشمعة ؛ أيها الولي المقدس النائم في البرية
تحت شجرته المباركة » وحين ذهبت انما اخذت معك كل الشموع التي أضاعتها أمي غي
ليلي الذي قالت لي أنه سيمتد الى الابد » وقد حسبت ان الغتمة ستزداد حلكة. » ولكنها
بقيت على حالها » وها أنت ذا توغل في الماشي كانك لم تكن قط ٠
وطوال ايام » بعد أن قتلناك تلك الليلة في اعماق البرية » كنت انتصارئا الذي رد الينا
نبيض الحياة في صدورنا © وها هي الايام تمضئ. > “خاذا بموتك يفقد .نضارته > واذا ينا
اا - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 16
- تاريخ
- ديسمبر ١٩٧٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10384 (4 views)