شؤون فلسطينية : عدد 16 (ص 111)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 16 (ص 111)
- المحتوى
-
كان مصطفى أول من فعل ذلك من بين جميع الموظفين الذين اعرفهم في الدائرة التي
أعمل فيها » وفي الدوائر الاخرى التي أزورها بين الفينة والاخرى © وقد اكسبه ذلك
العمل © على التو » نفوذ! جديدا في المكتب » وصار دون اثفاق مسبق من أحد به
يلعب دور الرئيس ٠
على صدره شسعارا تحاسيا لامعا وعلق وراءه أ» على الجدار » خارطة مضرجة بالدم »
ومعنوئة بأبيات من الشعر الوطني ٠ ا
يجعله عاليا كدر الأمكان متوقعا مئى أن أصسمع © الا أنني لم أفهم شيئا .وقد هدأات من
غورته يحركة 1 متصلة من كني “ثم قلت * 3 1 ّ
« لا أسمع شسيئا .. لا أسمع شيئًا ؛ خلا تتعب نفسك ... 4
وصمت قليلا » ثم احتقن وجهه بالغفضب من جديد» وأخذ مرة آخرى يصرخ بملء صوته )
:.وآخيرا ة أنحنى » وكتب على ورقة أمامي ٠
2 ماذًا فعلت من أجل وطنك ؟ »
ونظرت اليه مندهشا » ولكنني لم استطع أن أحيب لتوي على ذلك السؤال المفاجىء »
وقد شعرت - خصوصا د أنه سؤال مهين إذ جاء على لسان مصطفى »© وقد انتهز
هو فرصة حيرئي وترددي غالتفت الى بقية الموظفين الذين كانوا. يراقبوننا صامتين: ؛
وأخرى » على الطاولة > ملوحا بذراعيه » متقدما خطوة الى الامام متراجعا الى الوراء
: بحركات ثيه مسرحية » وكان من الواضح ؛ وأنا آاراتب عروق رقبته © ان'صوته آخذ
بالعلو درجة وراء درجة ٠٠ 00 ظ
وفجأة تذكرت ذلك الحلم الذي عشته خترة من الزمن» وقلت نفسي : « ها هو ذا مصطفى
بأخذ مكائى ! » فأخذت ايتسم © الا أنه رآني »© فتقدم نحوي والشرر يتطاير من بين
الظن شستيمة واحدة مضى يكررها مرة تلو المرة ٠
مئذ زمن طويل لم استخدم عضلاتي التي كانت ذات يوم قوية © وقد انتابتني في تلك
وحين فك أصضابعة عن ياقني ظللت ممسكا بزئديه 3 وكان يقساوم جاهدا م الا أنني
لطت الى أدنى يبطء » حتى أوصلتهما الى سطح الطاولة » فضربتهما هناك مرتين ©
ثم تركتهما » وجلست ٠ . |
وظل مصطفى لحظة ينظر الي مشدوها » دون أن تنفرج فتاه عن كلمة الله الله يا
الله الله يا طيرة العز ؟ حتى عندما كنت طفلا صغيرا كنت أرى قي الحقول المكان الوحيد
الذي يصح فيه الكلام . كنت أمضي النهار وأنا أدق بالمنكوثشى ذاك التراب الذي سرعان
ما ينشفب من جديد ؛ أحمل الحجارة > أستل النئات الضار من حذوره الضاربة في عمق
التراب :. . الله الله يا طيرة المز ! كنت معروفا هناك وأنا ما أزال فتى بأن القوة
الكامنة في زندي ' هي من الضخامة بحيث لا يقوى أحد على تحديهاء ولطالما انتظرت أمام
الجامع ؛ في الطيرة » حتى يفرع الشبان من اختيار بطلهم حتى آثني له ذراعه على بلاطة
1١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 16
- تاريخ
- ديسمبر ١٩٧٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10384 (4 views)