شؤون فلسطينية : عدد 16 (ص 115)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 16 (ص 115)
- المحتوى
-
انه طول الوقت يحكي هكذا » تقول له ؛ كيت وكيت يقول لك > طيب ؛ ولكن شرط كذا
وكذا . كل شيء عنده له اول ووسط وآخير » ودائما يقول ان: الامور غير هذا ؟ وأن
المسائل أعمق من هكذا .٠ وهكذا 355 ولكنني لا أفهم كل شيء © واظطل أهز راسي 6
أنا أعتقد انني أفهم بعض الشيء أيضا ١ . -
أنت مثله . انتما تتحدثان أكثر من قاضي معزول » وأا اعتقد انه لم يشعر بالملل في
السجن »© فقد أمضى الوقت » طوال ١١ سنة »؛ يتحدث مع ذلك الرجسل الآخار
بالسياسة .. . على:كل حال ٠. فقد رأيت انه يحتفظ تحت فرشته بمدفع رشاش. . هل
تعرف معنّى هذا ؟ معناه أن الحبس لم يغيره > اليس كذلك ؟ :
' -11ا سس
دخل أبو حمدان الى حياتنا عن بعد © ولكنني لم أره قط ؛ ولا استطاع عبد العاطي أن
يراه » وكنا تسمعه من خلال الولد. حبدان: » ونراه من خلال التغير الثابت الذي كان
يطرا على هذا الفتى يوما بعد يوم » وكان عيد العاطي يستمع الى الولد حمدان وهو
ينكل تفاصيل مقطعة عن الكلام الذي كان يتبادله مع أبيه» ومن ثم كان يشركني بالحضصيلة
عير أساليب مختلفة كنا » دون أن ندري » نطورها نحن الثلاثة معا من خلال احتكاكنا
المتواصل » ومن خلال المواضيع الثي كنا نرى انفسنا نبحثها في كل يوم .
ولم يعد مصطفى يخيفني » وني الحقيقة إنه لم يخفني قط قبل ذلك » الا انه كان يثير في"
خثنية بالنسية للمستقبل » ومع مضي الايام أخذت أنا » وأخذ بعض الموظفين » يدركون
بأن الحدود التي يستطيع ان يصلها في نشاطه ليست بعيدة الى الحد الذي اعتقدناه في
. لعدة سنوات خلت » الا أن زيادات طفيفة مثل ملح الطعام أو بهاراته - قد طرات
هنا وهناك على نشاطه اليومي ٠
وقد كانت حياتنا تسير بشيء يشبه الهدوء » لولا ذلك الطعم الجديد الذي آدخله حمدان
اليها »؛ بطريقته المفعمة بالتحير »6 الى أن حدث ذات يوم حادث بدا لي صغيرا في لحظتهاء»
ولكنه لم يكن كذلك كما تيقنت فيما بعد » فقد كنث في مكتبي في الوكالة حين أحسست يأن
شخصاما يقف قرب طاولتي » وحين رفعت بصري وجدت زينة واقفة: هناك وهي تحمل
احد أطفالها على خاصرتها © وقد بدت لي أقل جمالا مما تصورت »© ولا شك ان الحزن
قد انهكها » وكانت تتحدث الي والدموع تملا عينيها » الا أنني لم اكن لأفهم شيئا . .
وفجأة اصطدم بصري يمصطفى الذي كان جالميا وراء طاولته » قبالتي يسترق النظر
دون ان يتخرك »؛ فأشرت لها ان تذهب اليه » ولكنها دون ان تنظر الى حيث أشرت
أخذت تهز رأسها رافضة وهي تصرخ » وشرع طفلها يبكي ويتمسك بها » ودون توقع
.مني بدأت دموعها تنهمر وكأن أبوابا موصدة امام عيئيها قد فتحت فجأة على مصاريعها.
وربما لن اعرف » طوال عمري » ما الذي كانت تقوله تلك اللحظة » واشعر في كل لحظة
بندم شقديد ولا أدرىي أن يتعين علي أن أوجه وخزات» » اذ لست اعرف من الذي ينبغي
أن يلام » ولقد استدارت وخرجت من المكتب وانا أنظر الى كتفيها يهتزان من تأثير النشميج
الذى كانت غارقة فيه »© وكان رأس طفلها المعلق على خاصرتها يهتز هو الآخر بتناغم
محزن ؛ وف" تلك اللحظة نظرت نحو مصطفى » واعتقد انني شهدت » للحظة أقل من
الثانية » يقأيا ايتسامة خبت بسرعة حين شاهدني انظر اليه ؛ وعندها فقط مر في رأسي
قرار صغير © بأن انهض وأتجه نحو مصطفى وأستل عمره من عروق رقبته » ولكثني
هدات بسرعة »© وتنهدت » وعدت الى أوراتي . :
111 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 16
- تاريخ
- ديسمبر ١٩٧٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10255 (4 views)