شؤون فلسطينية : عدد 16 (ص 127)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 16 (ص 127)
- المحتوى
-
لقد شاهدت في حياتي عددا تليلا من الرجال يجترعون الدخان بهذه اللذةٌ » وكان حسئين
منهم © لا شك انه اشتهى هذه اللفافة منذ ولد » وربما جاء الى هنا كي يضع دخانها في.
صدره ويمضي ؛ لم يبد في تلك اللحظة راغبا في أي شيء آخر من الحياة كلها » وكان كل,
شيء في هذا الرجل يقول لي انه سيكون خلاحا صعبا » وقد تعلمت دائما ان الرجال الذين
يمتلكون فرسا أصيلة يصعب التعامل معهم من فوق ولذلك »© فهم لا يبيعونها حتى لو
فتك بهم الجوع »؛ أنها لهم أكثر من صهوة أمينة » انها ملاذ وصديق وشقيق في
. وقال لى « أنا الرئيس هنا » قال لي الحاج عباسن عنك . وغذا سنيدا معا » . ولكنني
كنت أعرف أنه يريد أن يقول شيئا آخر 6 وخذله صمتي فقام بطيئا » وعاد الى الهيجا
م انها فرس لا تقدر بثمن » وهزت هيجا رأسها برضى وحكت أنفها على ظاهر يده
وعادت الى علفها » وقال الرئيس قبل أن يترك المكان « سيكون لنا حديث طويل غدا 4
واذ خرج جاء رجل آخر وقف على الباب وهتف : الحاج عباس يريدك يا حسنين ؛
فوق بعضها » واثشسار نحوها دون أن ينظر الي » وتطوع الرجل الاخر فحكى ؛ « يريدك
أن تدخلها الى البيت » » وسحيث كيسا فوق بلاط المدخل الخشن » ثم أستدرت وعطفته
على ظهري ودخلت »2 وورائي جاء صوت امرأة يقول « الى الامام قليلا » » وحين وضعته
نظرت اليها فققالت وهي تبتسم ؛ أنا زينب . 1
حين فوجئت بعينيه السوداوين تنظران الي لم اجد شسيئا أقوله غير اسمي ؛ كان شابا
في أواسط العشرين ان كنت أحسن تقدير الاعمار 4 صلبا طويلا وله كفان كييرتان تلفتان
الانظار . انهما تذكران بالحائط . وكان قميصه الففي ممزقا ومفتوحا عن صدر أسمر
مشدود العضلات »6 وكانت عنته مشعرة وقوية تحت ذقن تكاد تكون مريعة كحجر
سقط هناك بالصدفة ونبت عليه طحلب أسود شرس وقصير .. وحين نظرت الى
كتفه لاحظت ذلك الخط الداكن الذي خلفه هناك » بلا ريب » حزام بندقية . واستدار
دون ان يقول ثسيثا وخريم » ومن شق الباب رأيته يعالج الكيس الآخر بقدمين ثابتتين
كجذعي شجرة . وسمعت « عبود » يقول له : « قول الله يا حسنين » فقلت لنفسي ٠
ودخلت بالكيس الآخر وتركته ينزلق عن ظهري الى جوار الكيسن الاول » ومرة أخرى
سمعت صوتها يقول : « الله يخليلك هالهية يا حسنين » فهززت رأسي مشغولا بتسوية
رحجعت با لكيس كان ثمة شيء جديد في جو الغرفة الرطب استشعرته في نظراتها الي ٠
ووقف وأخذ ينظر ألينا واتفين ما » زيئب وأنا . كأئنا أسه مع ابنته حقا > وعندها طلبت
منه أن يسوى الكيس الى جائب الكيسين الآخرين غفعل دون تردد ؛ لقد بدآ الكيس
'أصغر من المعتاد وأخف وزنا حين ثاله من أذنيه بين ذراعيه القويتين وحطه دون عئف
1 ٠ شهرين
سأعطيك زيئب يا حسنين ان نويت على الخي. .
وكنت أتوقع أن يحدث كل شيء © تلك اللحظة » الا أن أسمع الحاج عباس يلفظ تلك
هل - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 16
- تاريخ
- ديسمبر ١٩٧٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10388 (4 views)