شؤون فلسطينية : عدد 19 (ص 99)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 19 (ص 99)
المحتوى
الصناعية التي تملكها الكيبوتزات والتفسير المعروف والذي يتكرر دائما في هذا المجال
هو ان الشرقيين لم يكونوا يعرفون شنيئا عن الافكار الاستراكية وال مثالية التي يقال ان
الكيبوتز انيثق عنها » فلم يستطيعوا تقدير الكيبوتز والتكيفب مع طريقة عيشه ولم يبدوا
أي اهتمام بالاتضمام اليه . حتى المفكر الماركسي اليهودي المعروف 6 أسحاق دوكش رت
ارتأى أن يتقيل هذ المزاعم ويقتنع بها . ففي منقالة كتبها عسام يبعنوان المناخ
الرو حي في اسرائيل ( واعيد نشرها في مجموعة مقالات صدرت له في نيويورك عام 11314
0 اليهودي اللايهودي ) تكلم المؤلف عن الوضع العام في اسرائيل آنذاك ووضع
اللوم لانحدار « مناخها الروحي » على قدوم سيل المهاجرينً الشرقيين وردد فيها القول
القائل أن الشرقيين الفسهم لم بريدواً الاتظمام الى الكيبوتز . وقال 2 عشرات الالوف
من هؤلاء المهاجرين ما زالوا يعيشون على الاعانات في مخيمات الانتقال المزدحمة .
وبعضهم يرفض حتى الانتقال الى مجموعات الشقق التي بنتها الحكومة لهم . ويفضلون
أن يستمروا في العيشس على المعونات في خيامهم المهترئة على أن يدفعوا أيجار السكن في
البيوت الجديدة . والبعض منهم يعود فيفادر البلاد الى تونس والمغرب . واقتصاد
البلاد لا يستطيع استيعابهم الأببطء وصعوية ‎٠.‏ والكيبوتز يدعوهم للانضمام الى صفوفه
كأعضاء متساوين دون جدوى . فدكان متداع لبيع التوافه البالية أو كشك لبيع الدحّان
في مكان ما في المدينة يستهويهم الف مرة ويبدو لهم افضل من جميع عجائب الكيبوتز
التعاونية وحتى مستوى المعيشة العالي نسبيا فيه » .
من المستغرب ان مفكرا ماركسيا مثل دويتشر يطرح أقوالا ذاتية كهذه ويذهب في القول
7 الشرتيين فضلوا خيامهم على البيوت الجديدة ومخيماتهم على المستوى المعيشي
العالي في الكيبوترات 0 القول عن دعوة الكيبوتز للشرتيين للانضّمام الى صفوفة
. كأعضاء مساوين فهو مشكوك فيه . وربما كان دويتشر يردد بهسذا اقول الرواية
الاسرائيلية « الرسمية » التي يرددها زعماء اسرائيل كافة بداية من بن غوريون الذي
يبدو انه كانت للمؤلف لقاءات معه تظهر الاشارات اليها مرارا في هذه المكالة ‎٠.‏ والرواية
الرسمية هي التي ت تقول ان الشرقيين لم يكن لهم أي اهتمام بالانضمام الى الكيبوتز .
وقد كان بن غوريون قد طرح هذه الرواية في خطاب وجهه الى الكيبوتزات نقل في صحيفة
هارتس في ؟5> تشسرين الثاذ اني ( نوفمير ) 1 أعطى فيه الكيبوتزات والمدافعين عنها
لمبررات ألتي لم يتوقف تكرارها منذ ذلك الحين . ففي هذا الخطاب « اتهم » بن غوريون
الكيبوتز بالانعزال والتشقق والاستيداد وعدم المسؤولية وأهم من ذلك كله » على حد
قوله آنذاك » اهمال حشود المهاجرين وتبريره بالقول « ماذا يمكننا أن نفعل طالما أنهم
يريدون القدوم الى الكيبوتز ؟ » .
ن الشرح المتبع لتفسير ما يقال عن عدم اهتمام الشرقيين بالكيبوتز يتخذ طابع المقارئة
ا اأحضارية الغامضة . وعلى حد قول بوريس ستيرن في كتابه المذكور أعلاه »
من بين العديد من الكتاب الصهيوئيين ؛ « ان الشرقيين قد نفرتهم طلريقة عيش الكيبوتز
نظرا لاصطدامها بالمفهوم الشرقي للعائلة على انها المركز الاقتصادي الاجتمياعي ‎[١‏
‏الرئيسي تحت سلطلة الاب المطلقة ( البطريرك ) الذي هو رب العائلة » . وهذا الوص
التوراتي للمجتمع الشرقي يرسم النظرة الاوروبية المتبعة في أوساط دارسي علم الاجتماع
ويعكس الى حد بعيد الماضي ) التريب للمستوطنين انفسهم قدر ما ينطبق على المجتمع
الشرتي . ولا مجال هنا للعالجة وافية مقارنة الخصائض والصفات الاجتماعية في بيئة
0 الشرقية وفي بيئة الشرق الاوسط . الا ان المستوطئين اليهود الاوائل الذين
يقال أنهم انشاوا الكيبوتزات الاولى هم كذلك قدموا من بيئة اجتماعية محافظة في شرقي
أوروبه كانت تتصف بنظام العائلة المللتة تحت سلملة ألاب كما كانت بذلك في كثير من
الاوجه أكثر تمسكا بالتقاليد من البيئة المتوسطية التي جاء منها المهاجرون م
54
تاريخ
مارس ١٩٧٣
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Not viewed