شؤون فلسطينية : عدد 19 (ص 275)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 19 (ص 275)
المحتوى
امكانيات التلاعب . والاهم من ذلك ان هذا القصر قد جعل كميات النفط العربي. التي
تمئع عن هذين البلدين » حتى لو منعت تماما » ضئيلة نسديا . فقد رأينا كيف أن امريكا
لم تكن تستورد الا نسبة ضئيلة من احتياجاتها من النفط العربي » وما كانت تستورده
بريطائيا من نفطنا عا م 1951 عند تطبيق قرار المنع » لم يكن يزيد عن حوالي .ه مليون
طن ( حوالي مليون بربيل يوميًا ) بحيث أمكن لهما تأمين هذه الكميات من مصادر أخرى»
برغم التكاليف الاضافية التي أشرنا اليها . ومن المعروف أن كل دولة من بلدان اورويا
الغربية تحتفظ الان لنفسها بمخزون لا يقل عن مقدار استهلاك ثلاثة اشهر وفي خلال
ذلك تكون قد أمنت وصوله من مصادر أخرئ متحملة بالطبع التكاليف الاضافية ‎٠.‏
‏وعلى ذلك فان احدى الثغرات الاساسية في اجراء المنع » كما طبق عام /1951 » والتى
أدت الى أن ندائجه وبماليته كانت محدودة للتاية هو قصره على بلدين, اثنين :دجم .ل
ليقسيل في اوروية الغربية ©» بالاضافة ا ري ةا
للتعويضات الضخمة التي قدمتها لآسرائيل ولواقفها وتصرفاتها المعادية للقضية العربية»
وهولندا » نظرا لموائفها المعادية كذلك »© فان كمية النفط العربي المحجوبة عن الدول
المعادية كانت ستزيد وكان تأمينها سيتم بصعوبة أكبر . ولكن الكمية الممنوعة كان مع
ذلك سيبقى من الممكن للبلدان المقاطعة تأمينها بالتدريج مسن مصادر أخرى »© بعد أن
كستئفد مخزونها » وذلك بتحمل تكاليف اضافية وببعض الصعوبات ولكن دون مواجهة
مجاعة أو أزمة نفطية حادة .
ولو ان المنع الذي طبقته الدول العربية عام /1951 اتسع ليشمل أوروبا الغربية بأسرهاء»
بالاضافة الى امريكا © لكان بكل تأكيد قد أحدث أزمة نفطية حادة لدى الدول الغربية
ذلك أن مجموع ما كانت تستورده بلدان أوروبا الغربية حينذاك من النفط العربي كان
يقارب 8 ملايين برميل يوميا ولم يكن من السهل تأمين هذه الكميات بسرعة من
المصادر الاخرى ولذا فان فترة أزمة حادة كانت بكل تأكيد ستمر بها هذه البلدان قبل ان
المصادر الاخرى زيادة انتاجها بشكل تدريجي لتلبية جزء فقط من هذه
الاحتياجات . وكانت ازمة نفطية جزئية بقيت سائدة في هذه البلدان لفترات طويلة ‎٠‏ كما
ان مثل هذا الاجراء كان سيكشف عن عجز امريكا في تلبية الاحتياجات: النفطية للعا 1
الغربي ويبرز مسؤوليتها في وقوع هذه الازمة . ولكن أحد محاذير مثل هذا الاجراء هو
أنه كان سيمنع النفط عن بعض البلدان التي لم تكن مواقفها معادية لنا او كانت محايدة
أو صديقة مثل خرنسا واسبائيا واليونان ... الخ . ولعله كان من الممكن » على ضوء
ذلك » منع النفط عن كافة أوروبا الغربية » باستثناء هذه البلدان المحايدة مع ان ذلك كان
آخر مقاطع لا سيما أذا كانت أجراءات الرقابة غير كافية . كما ان ذلك كان سيضعف
من آثار انع ونتائجه .
ولو ان تصدير النقط العربيى أوقف كلية ومئع منعا كاملا » كما نادى يذلك يعض
المسؤولين العرب مثل الرئيس الجزائري هواري بومدين الذي دعا حينذاك الى وقف
كافة صادرات النفط العربي سنة كاملة » لو تم ذلك لكان اجراء المنع قد أحدث كافة
آثاره وخلق أزمة نفطية خانقة في العالم لان صادرات النفط العربي كانت حينذاك تقارب
عشرة ملايين برميل يوميا » وهذه الكمية لم يكن من الممكن أطلاقا تأمينها من أية مصادر
أخرى غير عربية . ومثل هذه الازمة كانت ستثير ردود فعل عنيفة في العالم ضد الدول
المعادية المسؤولة الرئيسية عن وقوعها وتخلق آداة ضغط كبيرة على هذه الدول المعادية
قد تحملها على تغيير مواقفها منا . ولكن من الواضح ان الدول العربية النتجة لم تكن
55
تاريخ
مارس ١٩٧٣
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 36178 (2 views)