شؤون فلسطينية : عدد 19 (ص 300)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 19 (ص 300)
المحتوى
الشيء : كيف يتعين علي أن أبدا اذن ؟ اننا في موقف حرج ! فكي أقول لك ما هو عندئا
بحب أن أكون على معرفة بما هو ليس عندكم .
الشيء : لا . ان خلق عالم واحد أسهل يما لا يقارن من خلق عالمين .
المتهم : أنا لا أعرف ما هو ليس عندي . وأخثسى أن لا أفيدك .. وانت في حال يمائل
حالي .. فكي تقول لي مثلا انك لا تعرف الضوء ينبغي أن تكون في الواقع تعرف الضوء
والا كيف سيخطر على بالك أن تقول هذه الجيلة ؟
الشيء : اننا في وضع يانس .
المتهم : أجل .
الشيء : ومع ذلك فان شكلك يبدو لي مضحكا للغاية .
المتهم : أستطيع أن أفهم ذلك . فأنت تبدو لي مضحكا الى حد التشسنج أيضا .. ومع ذلك
فنحن في الواقع مكونون على نحو منطقي » فلو كانت أصابع أكفنا > مثلا » أطول قليلا
مما هي عليه » لصار بوسع أي منا أن يقتلع زلعومه بنفسه متى شاء » أما الآن فهو لا
الشيء : ينبغي أن تكونوا تعساء حقا حين تعتبرون ذلك انتصارا .. لماذا يريد أي منكم
أن يقتلع زلعومه بنفسه ؟
المتهم : وأنتم ؟ ألا يرغب واحدكم في الموت من حين 'آخر ؟
الشيء : الموت . انها كلمة قديمة أسقطناها من الاستعمال » مثلهسا مثل كلمة الالم »
أجدأدنا الابعدون يذكرون ذلك , أما نحن قلا ..
المتهم : أما نحن ختعم .
الشيء : ماذا كنتم تفعلون اذن طوال الوقث الذي مضى ؟ نحن لم نضعه عبثا . ان
الواحد منا لا يمكن أن يموت الا اذا حرم من الماء . والماء متوفر في كل مكان ..
المتهم : أنكم تعساء حقا !
الشيء : تعساء لاننا لا نتآلم ولا نموت ؟
المتهم © نعم . ‎١‏ 0 1
الشيء : لا بد أن خطأ ما موجود في عقولكم . او انكم تجيدون الاحتيال بصورة غريدة !
المتهم : ان الشجار لن يجدينا نفعا .. دعنا نتفاهم .
الشيء : حين تحدثت عن الشيء الذي سميته امرأة . . كان وجهك يشرق بتوهج غريب. .
أن هذا الشيء كما يبدو لي أغلى كنوزكم .
المتهم : انت لن تستطيع أن تفهم . . كيف ؟ انت لا تعرف ما هو الجنس الآخر ! بل انت
لا تستطي أن تطفىء ضوءا اذا أردت أن تختدىء ‎٠.‏
‏الشيء : أنتم سعداء اذن ؟
المتهم : بالطبع .
الشيء : جدا ؟
المتهم : كفاية » ولكن بصورة لا تستطيع ادراكها .
[ يقف ويبدا في التجول في الغرفة وكأنه يحلم فيما يتحدث بصوت
شاعري . وفي الوقت المناسب يبدا الضوء بالتوهج في غرفة المحكمة
بحيث يكتمل تماما مع نهاية حديثه ]
. . وكيف تستطيع أن تفهم ؟ انك لم تجرب إذة أن تلتصق بدفء المرأة » عاريين . لا تعرف
تلك الغيبوبة الراجفة كيف تهطل في العروق .. بل لا تعرف لذة ما هو أقل قيمة من هذا .
أن تفرئس نفسك في الشمس ؛ أن تنتظر الشروق . أن تمطر السماء فوق شعرك . لا
تعرف . لا تعرف لحظة الذروة في اللذة » لانها مزيج من الالم والسعادة » كمن يضرب
تاريخ
مارس ١٩٧٣
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 36178 (2 views)