شؤون فلسطينية : عدد 20 (ص 32)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 20 (ص 32)
المحتوى
العالم الغربي في مواجهة أغلاق قناة السويس لا يدعو لكثير من التفاؤل . فهذا الاغلاق
سيب لاورويا الغربية أضرارا كبيرة ومع ذلك فانها لم تمارس ضغطا حقيقيا على الولايات
المتحدة واسرائيل من أجل فتح القناة . ومما لا شك فيه أن أزمة الطاقة ستكون لو حدكت
نتيجة الحجب أخطر من اغلاق قناة السويس . ولكن رد الفعل السلبي أمام اغلاق قناة
السويس والنتائج السلبية لمحاولات الضغوط الاخرى ليس من شسأنها » بكل واقعية
وموضوعية ؛ أن تشجع كثيرا على التفاؤل بتحقيق نتائج فعالة من غرض أزمة الطاقة .
هذا الشك في النتائج التي قد يحققها اجراء المنع هو الذي يجعلنا شخصيا غير متحمسين
الدعوة اليه » لا سيما وأنه اجراء محدود يطبيعته وليس من تشسأئه المساس بالمصالح
الاساسية للغرب في نفطنا » ويجعلنا نفضل عليه اجراء أكثتر حسما وغعالية كما ستبين .
فاجراء منع النفط © مهما ضيط وسدت الثفرات التي أشرنا اليها في تطبيقه ونفذت كافة
الشروط التى أفترضئاها لنجاحه ولتحقيق أكبر قدر ممكن من الفعالية ؛ يبقى اجدراء
محدودا لانه بطبيعته لا بد أن يكون محدودا من حيث مدة تطبيقه اذ لا يمكن أن يمتع
النفطية الاجنبية » المسيطرة على استثمار نفطنا » الي جني الارباح الطائلة ونقلها الى
البلدان التي تنتمي اليها وهي البلدان التي تضمر نا العداء الكبير :
ولذا فان من رأينا ان اجراء منع النفط لا يرتفع الى المستوى المطلوب ولا يلحق الضرر
الجذرى الاكيد بالمصالح الاستعمارية في نفطنا مسع ما تمثله من أهمية استراتيجية
واقتصادية كبيرة لامريكا والغرب .
4#
ومثل هذا الحكم الذي نبديه بشأن اجراء منع النفط ينطبق من باب أولي على مجموعة
من الاجراءات الاخرى الاقل سأنا التي اقترحت في بعض المناسبات أو اتجه تفكير البعض
اليها لكي تكون اذا اتخذت « ذات أثر على السياسة الغربية عامة والامريكية خاصة وان
يكون الاثر غير مباشر أو جزئيا 4 . وقد استعرض الدكتور يوسف صايعٌ ؛ في بحثه القيم
« النفط العربي في استراتيجية المجابهة العربية الاسرائيلية » » ( مجلة « شؤون"
فخلسطيئنية » عدد ديسمير 1595 6 ص #54 الا ) م استعرض عددا من هذه
الاجراءات ‎٠.‏ ومن نماذجها : ( ‎١‏ ) قيام البلدان العربية النفطية بشراء أكبر نسبة ممكئة
الشركاته اليها من خلال تقوية نفوذ الاعضاء العرب في مجالس الادارة . ( ؟ ) ايعان
سلطات بلدان النفط للعمال في الشركات بالتباطؤ في الأنتاج وفي تحميل الناقلات لاشمعار
البلدان الغربية بقوة بلدان النفط العربية ويتصميمها على مبارسة الضغط السياسي
على الغرب لصالح القضايا العربية عامة والقضية الفلسطينية خاصة . ( ؟ ) فرضص
رسم تصدير انتقائي على كل برميل نفط يصدر من البلدان العربية لدعم المجهود الحربي
العربي . ويلاحظ الدكتور صايغ عن حق بأن الضغط الاساسي في هذه السياسة انها
مالية في طبيعتها وليست في ذاتها كافية للتأثير في السياسات الغربية المناصرة لاسرائيل
والمسائدة لها خاصة سياسة الولايات المتحدة . وفرض رسم التصدير أما أن يكون
سياسة ضعيفة وشير ذات أثر اذا كان الرسم منخفضا أو أن يكون كسياسة ححب التنفط
أذا كان الرسم مرتفعا جدا بحيث يشكل عبئًا غير مقبول على المستورد ينتج عنه توقف
التصدير فعلا . ( الدكتور صايغ ؛ نفس المرجع » ص 5ه ) . ش
ونحن دون الخوض في مناقشة مثل هذه الاجراءات الجزئية نكتفي بالقول بأنها أقل فاعلية
وأضعف أثرا من أجراء منع النفط الذي رآينا مع ذلك انه محدود الاثر حتى حينما يكون
منعا شاملا . ومن رأينا انه ينبغي عدم انشغال الاذهان في مثل هذه الاجراءات الفرعية
الجزئية وما يستتبع ذلك من تحويل الاهتمام وصرف التركيز عن الاجراء الاكثر جذرية
قزه
تاريخ
أبريل ١٩٧٣
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 36177 (2 views)