شؤون فلسطينية : عدد 23 (ص 24)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 23 (ص 24)
- المحتوى
-
وهل ناموا .. ودخلت ؟
حدث ذلك في وقت لاحو . لم يعد البكاء لائقا يمن هم في مثل سني . كنت أختير قدرتي
على مواجهة الطفل الذى تركته هنا في السابعة من العمر . صار الشوك اطول مني
ومنه فضعنا معا. لم نعد نعرف أيئا سيعثر على الآخر . ولكنني لم أر؛ من قبل» عصافير
بمثل هذه الالوان الخضراء والزرقاء . جرحتني شوكة حادة ففرحت لانها نقطة الوصول .
كنت غارقا في الاحساس بالحج ؛ ولكن لم أجّد الكعبة . من أعطى الارض هذه الوحشسية
الا الهجر ؟. كبرت افجار الصباز التي رمى الانجليز أبي فيها وقطعوها عليه بالفؤوسغ
فأخرج الطبيب من جلده مائة شوكة غير التي اخنفت في اللحم . من اكثر حظا يا ابي ؟
ذاك الذى أكل الشوك وواصل تربية الآرض ؛ ام ذاك ألذي جاء الى الارض فلم يجد الا .
الشموك ؟. وهذا الراعي الصغير الذي أدهشته تحيتي : من أين أنت ؟ من اليمن ؟ أخيرته
انني من هذه القرية ©» فظنئي رومانيا لانه يعتقد أن هذه الاطلال آثار قرية رومائية ٠
« واذا رحلنا الى منطقة فيها من الحيوانات البرية ما ليس اليهود متعودين عليه » مثل
الافاعى الكبيرة » سأستخدم اهل البلاد قبل أن أعطيهم اعمالا في البلدان المجاورة
ليقضوأ على مثل هذه الحيو آنات وساعطي جوائز كبيرة من يأتي بجلد الافاعي وبيضها »
واصلت طريق الشوك والحجارة القديمة بحثا عن الطفل الذي تركته هنا . لم أجد
شسجرة التوت التي كان يتسلقها ولا الساحة التي كان يضيع فيها . لا شيء . . لا شيء الا
هيكل كئيسة ضاع منها الجرس . دخلت الكئيسة فكانت الابقار تجترني بكسل . بعد
رسع قرن ستدق أجراس الكئائس أعلانا عن موت العدالة فى فلسطين بعدما انفحرت
مأساة كفربرعم . تأخرت . . تأخرت كثيرا . وليس لهذه الكئيسة حرس يعلن شسيئًا 8
ما عاد بوسعي ان ارضى بالاطلال تجسيدا لاحلم » لان انتمائي لم يعد فريزيا .. صار
أكثر وعيا »؛ وصار مضمون الحلم لا انفجاره هو قضيثي ٠
لم تقل لي لماذا خرجتم . لماذا لم تصلوا الى هذه القثاعات الا بعد هذه الخسارة ؟
. أبي يقول أنهم لم يفهموا ماذا يحدث 3 كانت معركة عابرة مضموئة النتيجة كما
تصوروا . كان الخروج من القرى تخليصا للجسد من الموت دون أن يقابله معنى التنازل
عن الارضن . لم تكن ذكرة الوطن تحتاج على ما يبدو - الى الاجتهاد الفكري والتعبئة
الجماعية والتخطيط . لم يكن المنزل والكرم والمحراث مسلحين ؛ ولم تكن الدعوة الى
البقاء على ما يبدو هزءا من المعركة لاثها لم تكن محددهة القوى والابعاد. هل يعني
ذلك أن ألحس الوطني كان رديكا ؟. كلا . يدليل أن الفلاحين كانوا يتطوعون للجهاد من
تلقاء انفسهم وبدوافع وطنية خالصة-. ولكن التنظيم كان هو الرديء . وكان الانطباع
الشائع أن الخديمة اذا شئت يقول ان الخروج مؤقت ؛ لايام معدودة . فلماذا
يموت الاطفال والشسيوخ والنساء بهذا الشكل المجائي اذا كان الخروج المؤقث يضمن
.سلامتهم ويضمن النصر معا ؟. ان الاسراثيليين يأخذون من خروج العرب ذريعة للادعاء
بغياب حس الانتماء الى الوطن والافتقار الى الجدارة بوطن تخلوا عنه بسهولة ,
والاسرائيليون لا يخدعون الا أتفسهم حين يصدئكون أدعاءهم © خكد قابلو! الاخطباع
الشائع بأن الخروج مؤقت ببتادقهم وخناجرهم الثقي أضافت سببا قويا لدفع العرب
الى الخروج . ووضعوا أمامهم الاختيار التالي : اما اموت » واما النزوح لعدة أيام .
وآن تفريغ فلسطين من العرب لم يكن اجراء طارئا استدعته ظروف الحرب ؛ بل كان
خطة ثابتة في استراتيجية العمل الصهيوني قبل انشاء اسرائيل » وخلال الحرب )
وبعدها . وقد نفذوها بالعنف المسلح © ووجدوا فتوى دينية لها في مثال يهوشع بن دون
وفي ان « يوم الرب هو يوم ارهاب » . ووجدوا فتوى سياسية لها في أمثلة تطبيقاتهم ؛
5 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 23
- تاريخ
- يوليو ١٩٧٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39477 (2 views)