شؤون فلسطينية : عدد 23 (ص 26)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 23 (ص 26)
- المحتوى
-
ساحة الجريية والعذاب « أن أديعهم أرضي حتى لو مت جوعا » . وقد أورث هذا المعنى
لابي الذي كان امتحانه اقسى وأعنف . أنه يعيل اسرة من ثمانية افراد تسكن بيتا من
الطين لا يصلح حظيرة 5 لحيوان مدلل . ولا مصدر رزق للاسرة الكبيرة التي تطالب بالاكل
والثياب والدواء والكتب غير انتحاره البطيء على مقالع الحجارة » يصحو في الخامسة
صباحا ويعود في الخامسة مساء الى النوم ليصحو قادراً على مواصلة العذابث التومي ٠
كان المقلع بعيدأ في منطقة مصادرة سموها منطقة مناورات عسكرية » وكان الوصول
أنيها يقتضصي التوقيع على وثيقة الموت التي تحمل تنازل حاملها عن حياته واهدائها الى
دولة اسرائيل في حالة تعرضه الى الموت ٠
نصحو ه ببيع أرضه ليخنف من عبء لا يحتمله « أن أبيع ولو مت بين الصخور » . كان
يقول دائما : ليس العمل الاسود عيبا ولكن الضمير الاأسود هو العيب . كنت في السنة
الاخيرة من المدرسة الايتدائية حين الكيت قصيدني الاولى على جمهور كبير جمعة اعوان
العسكري للاحتفال بذكرى قيام أسرائيل . قلت كلاما ضد الحكومة والاتتصار
وضد الظل م والأستعمار ؛ مجن جئون مختار الترية المسؤول عن الاحتفال وقال : هذ
الصد ي جاء ليخرب بيتنا بعدما خرب بيته وبيت أهله كو اسيل الا 0
وغيره من الكلام الذي نسمعه الان . وي اليوم التالي استدعاني الحاكم العسكري
وأسمه دوف 4 موبخني وضربني ما بكيت . وحين تقال لى : سأمنع اباك من العمل في
مقلع الحجارة وأقطع عنه تصريح الموت » بكيت في طريق العودة الى البيت » لان مصذأ
معناه ان ازداد جوعا وبردا 4 وآلا انتقل الى المدرسة الثانوية ذات التكاليف الباهظة »
فليس التعليم مجانيا كما يظن البعض . وفيا البيت شجعني أبي وكال الله يرزقنا. كان
أبي بطل الصير والامل ولم يزل ٠
وكانت عين الماء شحيحة في القرية وما عندنا مال لاستتكجار بثر 85 واللاحثون ملعونون
في بلادهم وخارج بلادهم . لا يعطينا أحد ماء بالمجان الا السماء ايام الشتاء . فكانت
أمي تقضي نصف نهارها في انتظار امتلاء الجرة من عين الماء التي تعطي قطرات بخيلة 5
كانت جميلة وقاسية تنشر الرعب في البيت . وحين تكون وحدها تبكي بلا مناسبة ويلا
اتقطاع وتهدهد اختي الصغيرة بأغان شسجية تذكر فيها سوء الطالع والحنين الى اشياء
شائعة كأئها مزأمير بدائية ٠ أم تذهصب يوما الى أعر أسس الترية ولكنها أول من يذهب
الى جنازة في القرية والقرى المجاورة . عاجزة عن الفرح قادرة على اليكاء . وبارعة
د | السكر ية ٠
وكان عمي ينفذ وعد هرتسل ؛ ؛ فيعمل أجيرا عند سكان المستوطئة التي امت على أرضه
وأرض أبيه » في أعمال البناء والترميم يم والفلاحة وغيرها من الاعمال السوداء « التي لم
يتمود عليها اليهود» ولا يحصل على جائزة لانه لم يحمل لهم جلد الافاعي وبيضهاء ولكنة
كان يسرق عنقودا من العنب من الدالية التي غرسها وصارت ملك اليهود . وف المساء
يجمع أهل البيث ليوزع العنقود حبة . . حبة .
هكذا » ثروا جميعا ؛ بالفطرة 5 والكرامة » أن يبقوا في وضع خائق طال توفيته » لانه
يحفظ لهم الحق في سعة العالم والغد » على أن يستريحوا قليلا مقايل التنازل عن قطعة
رض تفقدهم عاأهم الذي ليس لهم . . وليس لاعدائهم » ولكنه لابئائهم ٠
ا مختلف ا ا ايا
نح - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 23
- تاريخ
- يوليو ١٩٧٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39478 (2 views)