شؤون فلسطينية : عدد 25 (ص 86)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 25 (ص 86)
- المحتوى
-
النضال . ولن يكون الحكم في المستقبل الا لتجربة الشاعر النضالية والقومية » التي لن
يكون شاعرا لولاها . ٠
ويلاحظ ان الموقف السياسي الذي يرى في الاحتلال الصهيوني تحديا للامة العربية
بأسرها يلتحم مع موقف آخر فني يجعل من الشعر الذي يكتب في ظل الاحتلال انيثاتا
من التراث الشعرى العربي ؛ ومواكبة للشعر العربي المعاصر الذي يكتب في بقية أقطار
العالم العربي . ولكن معظم الذين تعرضوا لنقد الشعر العربي في فلسطين المحتلة لم
يحاولوا أن يربطوه بتيار الشعر المعاصر في الوطن العربي »؛ بل نظروا اليه من حيث
هو ظاهرة قائمة بذاتها ٠ فلم يستطيعوا أن يجدوا له مكانا في سلم الشعر الحديث ©“ مع
وائهم تلامذة لأشعراء العرب القدماء والمحدثين © فقال محمود درويش * « وشعرنا
ليس ندا أو بديلا للشعر العربي المعاصر 55 انه جزء غير متجزىء منه ورافد من روآأخفد
الئهر الكبير . لقد تربينا على أيدي الشعراء العرب القدامى والمعاصرين ©» وحاولنا
اللحاق بأسلوب الشعر الحديث بعد أن تعرفنا على رواد هذا الشعر في العراق ومصر
وليئان وسوريا » ونحن لا يمكن ألا ان نعتبر انفسنا تلامذة لاولئك الشعراء 15(6).
الشعرية العربية » تأثر بها وتفاعل معها » والملامح الخاصة به تقايلها الملامح الخاصة
شسعري يتأثر بالبيئة الضيقة التي يعيش فيها بالاضافة الى تأثره بالبيئة العربية الواسعة
وبالعالم وأية مرحلة قادمة ستكون جزءا من الحركة الشعرية العربية في مسيرتها بكافة
انجازاتها ونكساتها أيضا »(11).
ولعل السيب في عدم ربط هذا التيار الشعري بجذوره العربية وتضخيم صورته في
الإذهان عائد الى أن من تعرضوا لثقده لم يستطيعوا التحرر من النظرة السياسية أو
العاطفة الوطئية عندما اكتشفوا فجأة بعد هزيية عام /1951 ؛ أن هناك حركة شعرية
في الارض المحتلة؛ لا سيما وان الامة العربية كانت خارجة من هزيمة عسكرية وسياسية
رهيبة أفقدتها توازنها ليعض الوقت »© ودفعت الشعب الى البحث عن ابطال يماثون
الفراغ الذي خلفه الايطال المهزومون؛ ويعوضون عن الهزيمة النفسية التي كان الشعب
العربي يعاني مثها 4 فوجد ف الشعراء الفلسطيئيين الذين يقاومون الاحتلال الصهيوني
بالكلمة » تعويضا عن الهزيمة العسكرية . 1
وقد أحس محمود درويش » وهو في الارض المحتلة » بخطورة موقف هؤلاء النقاد فكتب
مثالة بعتوان « انقذوئنا من هذا الحب القاسي » في مجلة « الجديد » التي تصدر في
فلسطين المحتلة في حزيران عام 1171974). ولكن السئتين الماضيتين شسهدتا موجة
انحسار في الاهتمام بالشعر الذي يكتب ف الوطن المحتل كما لاحظ ذلك محمود درويش
نفسه(8١). وييدو ان السيب فيه هو أن هذه الفترة شهدت ارتفاعا ملحوظا في العمليات
العسكرية التي تقوم بها الثورة الفلسطينية في الارض المحتلة » مما ساعد الشعب
العربى على استعادة ثقته بئنفسه والاستعاضة بأبطال الفداء والاستشهاد عن « أبطال
نفسها التي أسقطت الكثير منه ©» ولم يصمد في الحالة هذه غير الشعر الذي يتمتع
بمستوى فني جيد » تحله قيمته الفنية مكانا قي سلم الشعر العربي المماصر ؛ هو
موضعه الحق ٠.
من هنا لا يفقد شعر محمود درويثى هويته خارج خ غلسطين المحتلة لاآنه ينتمي الى التيار
الشسعري العربي الكبير . ولا يفقد هذا الشسعر صفته النضالية خارج الارض المحتلة لان
قضيته تخطت أالنطقة الجغرافية المحتلة » واكتسبت بعدا عربيا قوميا بل وعالميا
م - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 25
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٧٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39479 (2 views)