شؤون فلسطينية : عدد 27 (ص 9)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 27 (ص 9)
المحتوى
مأذا بعد ؟
الدكتور كلوفيس مقصود
نسجل هذه الخواطر فور صدور قرار مجلس الامن بوقف اطلاق النار بين التوى
المتحارية في الجبهتين المصرية والسورية . من هنا أصرارئا على تسميتها خواطر بدلا من
أن نطمح ألى ما هو أكثر'مثل التحليل أو الرأي رغم ان الخواطر تشمل على اليعض من
التحليل والشيء من الرأي .
نضع هذه الحدود على ما سوف نسجله لان سرعة تعاقب الاحداث منذ السادس من
تشرين الاول ( اوكتوبر ) ومن ثم الموافقة الدولية ‏ خاصة بين العملاقين الكبيرين ‏
على اعطاء صفة الاستعجال على وقف أطلاق النار تحول دون بلورة توجيه نهائي أو حتى
المبادرة برسم خطوط عريضة لما يجب ان تفعل ‎٠.‏ ولعل هذا التردد في اعلان الراي هو
بحد ذاته سمة من سمات المرحلة النضالية الراهنة وبالتالي ان ما نحن مقبلون عليه هو
بدء مخاض عسير ومعاناة حقيقية تجيء دوما في اعقاب أنجازات وآمال مبتورة ‎٠‏
هذا بدوره يعنى ان القضية الفلسطينية مقبلة على مواجهات معقدة بعد ان تضاءلت
مراحل المجابهات الصعبة . بعد هزيمة حزيران 19519 بدت أسرائيل وكأنها قادرة على
كل شيء وتبين للكثيرين من العرب أن السلوك المطلوب اتباعه يجب أن يكون محصورا
في التقثيل من مدى الخسائر وان نقفع بالممكن الحصول عليه . كان هذا المطلب السياسي
أنعكاسا لواقع ما بعد الهزيمة . فالهزائم العسكرية تولد عند غير الملتزمين نوعا من
الواقعية الانهزامية » لكن وسط هذا التدهور في الواقع القوئ برزت الثورة القلسطينية
لا مجرد صمام أمان للحيلولة دون انهيار كامل للواقع القوي واستسلامه للذهنية
الانهزامية فحسب بل كخميرة التمرد في الكيان العربي العام ووسيلة انضاج لارادة القثال
فى الساحة العربية بكاملها . 1
ظللت الثورة الفلسطينية تقوم بهذا الدور التصحيحي رغم كل محاولات الاحتواء
والتطويق والتدمير التي تعرض لها افرادها واجهزتها ومؤسساتها ومخططاتها . هذا
بالاضاقة الى الحرب النفسية المتعددة الاوجه التي ووجهت بها من حيث حجعلها تعيش
وسط مناخ وكأن طموحاتها الفكرية والسياسية مستحيلة التحقيق وكأن ارادتها القتالية
شواذ على القاعدة . الا ان الثورة ثابرت على ابقاء جذوة المجابهة المسلحة
كالطريق الافعل والامضى لجعل اسرائيل ترضخ للمقررات الدولية وللارادة
التقومية . الإ ان الالتعاسسى بقي قائما فيما يتعلق بدرجة التطسابق بين
المتررات الدولية والارادةٌ التومية ‎٠‏ ولقد كانت التباينات والفروقات تبدو بين الذين
جعلوا من المقررات الدولية نهاية المطاف للارادة القومية وبين الذين أرادوا وأصروا على
كون الارادة القومية تكمن في التحرير الشامل . الا أن دعاة التطابق القومي ‏ الدولي
لم يسلموا بحتمية او نهائية هذا التطابق بل كونه مرحليا ومعبرا عن حقيقة ميزان القوى
في المنطقة وبالتالي غير قابل للمزايدة عليه . من جهة آخرى اصر دعاة التحرير أن
التطابق القومي ‏ الدولي اذا ترجم الى وقائع جديدة في المنطقة فائه سوف يؤدي الى
تاريخ
نوفمبر ١٩٧٣
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 58938 (1 views)