شؤون فلسطينية : عدد 27 (ص 37)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 27 (ص 37)
المحتوى
يدا
وهنا ظهر وضع عسكري جديد . فلقد استمر العرب على تبني العقيدة العسكرية
الدناعية ليعيدوا بناء جيوشهم وراء دفاعاتهم وليحرموا اسرائيل من امكانات تسديد
ضربات جديدة . وتدنى الاسراثيليون لاول مرة عقيدة عسكرية دفاعية فايتها الحفاظ
على المناطق المحتلة أطول مدة ممكنة بأئل قوة بشرية ممكنة بغية ردع العرب عن التفكير
باسترجاع الاراضي 'بالقوة واجبارهم على قبول الامر الواقع وتقديم التنازلات
والخضوع لشروط ‎«١‏ السلام الاسرائيلي » الذي يضمن التوسع والاين الاسرائيلي .
ونلاحظ هنا ان القادة الاسرائيليين لم يتبثوا العقيدة الدفاعية الجامدة المبنية على دفاعات
في الجولان» وخط بارليف على قناة السويس بل تبنوا عقيدة دفاعية ‏ هجومية ديناميكية
مبنية على التعرض المستمر » وتسديد الضربات الرادعة بالعمق مستندين الى ضخامة
قوتهم الجوية وقواتهم المحمولة جوا واستخباراتهم التي تقدم لهم من المعلومات ما يجعل
ضرباتهم ناجحة مؤثرة مع أقل خسارة ممكنة . مع الاعتماد في الدفاع عن البلاد على
القوة الضاربة ( طيران ومدرعات ومشساة ميكائيكية ) القادرة على القيام بهجوم مضاد
وأسبع حاسم يدمر أآية قوة مهاجمة تحتق نجاحات محدودة ضد مواقعهم الدفاعية »
وتطوير الهجوم المضاد بعد ذلك الى مطاردة .
وكانت اسرائيل مرتاحة لهذا الوضع . ولم يضايقها بعد حرب 1151 سوى حرب
الاستنزاف المحدودة على القناة ونشاط الثورة الفلسطينية داخل الارض المحتلة . شسم
جاء مشروع روجرز وصمتت المدافع المصرية على القناة » واعقب ذلك مذبحة ايلول
ألتي انهكت قوات الثورة الفلسطينية وحدت من حرية عملها ووجد الأسرائيليون
أنفسهم في أفضل وضع عسكري صادقوهة غبدأوا تهويد المناطق الحتلة 2 واعأنوا أنهم*
على استعداد للبقاء على خطوط /1951 حتى يرضخ العرب لارادتهم .
ولم يكن بوسسع محر وسورية السكوت عن هذا الوضع . وكان عليهما تحرير الارض
المفقصبة التي برض العدو التخلي عنها بالوسائل السلمية . بيد ان تحرير الارض لا
يكم عن طريق الدفاع » وما الدفاع عسكريا ‏ سوى مرحلة من مراحل الهجوم ‎٠.‏
‏وهو بالتحديد المرحلّة التي يتم فيها اعداد القوى المادية والمعنوية اللازمة للهجوم .
ويحتاج الهجوم في عالمنا المعاصر الى عاملين : ‎١‏ هدف عادل يمكن طرحه داخليا
وخارجيا واكتساب التعاطف الداخلي والعالمي معه » ؟ ‏ قوة مادية ومعنوية قادرة
على تحقيق هذا الهدف . وكانت مصر وسورية تملكان الهدف العادل السذي تؤيده
الجماهير العربية ويقر بعدالته الرأي العام العالمي الذي عجز عن اجبار اسرائيل
المدعومة من قبل الولايات المتحدة على الانسحاب من الاراضي المحتلة . ولم يكن عليهما
سوى اعداد القوة اللازمة للتحرير » والتحول من العقيدة العسكرية الدفاعية الى
العقيدة العسكرية الهجومية .. ولقد تم الاعداد ياناة ودقة وصمت وراء ستار من
التغطية السياسية والدبلوماسية الحاذقة . وشهد الجيشان المصري والسوري أكبر
تحول شهداه منذ عام 15545 في مجالات. التسليح والتدريب والعقيدة الحربية ‎٠.‏ وعتدما
توفرت الظروف الملائمة وتكاملت قوة « القبضة » اتطلق « الذراع » مسددا للعسكرية
الاسرائيلية اخطر ضربة مادية ومعنوية شهدتها في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي.
وكانت المفاجأة مذهلة صاعقة بالنسبة للاسرائيليين والامريكيين والعالم أجمع .. ومن
المؤكد ان الاستخبارات الامريكية والاسرائيلية قد لاحظت تحشدات المصريينو السوريين
التي تمت في مطلع شسهر تشرين الاول كرد على تحشدات الاسرائيليين على الحدود
تاريخ
نوفمبر ١٩٧٣
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 36178 (2 views)