شؤون فلسطينية : عدد 27 (ص 189)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 27 (ص 189)
- المحتوى
-
كما أن مقدمات « الجيلة » العربية س وهي
عادة جملة مركبة طويلة لا تدل إحيانا على
نهايتها ©» بحيث ييكن فصل أي جزء منها © وأخذه
على حدة والتدليل به على وجهة نظر معينة © قد
يكون الكاتب الاملي يريد التدليل على عكسسها .
ونستطيع أن نذكر مثلا على ذلك بيت شعر معروف:
( آلا أيها النوام ويحكيو هبوا ... أسسائلكم هل
يقتل الرجل ألحخب » . إن جرس الكثمات © ورتتها
ومضمون « صدر"» البيت لا يوحي ايدا بأن الشاعر
سينتهي بثئا في « العجر » الى عاشق محبط © ياس
لدرجة أنه يتساءل عها يفعله الحب بالناس © بعد
أن كان متوقعا أنه بسيدعو سامعيه وتارثيه الى
خوض معركة أو التهديد بها .
هذه بعض خصائص لغة القاد . وهي خصائص
لا تمثل في حد ذاتها عيبا في هذه اللغة . ولكن رجل
الدعاية يستطيع إن يلعب على هذا الحبل حين
يترجم من لغة الى أخرى ؛ فحيث ان كل لغة لها
تركيبها الخاص © واصطلاحاتها ورموزها الخاصة»
يكون من المعب اعطاء تنس المعنى وبدقة تامة
عند الترجبة بن لغة لاخرى ٠. وقد تتوفر اقدرة كبيرة
لقلة من المترجمين ممن يمتلكون ناصية اللفتين التي
يترجمون منها والتي يترجمون اليها » على تخطي
مثل هذه العقيات . ولكن ما حاجة رجل الدعاية
الى ذلك ؟ ان هذه نعمة هبطت عليه من السسماء »
وعليه أن يستغلها فيما يريد من تشويه وتحريف
في المعنى بالشكل الذي يحتق له الهدف المطلوب .
ولذلك يجد رجل الدعاية في « سيولة © اللغة
العربية » وفي ميل ابنائها الناطقين و الكاتبين بها
الى الاطناب والبالغة في التأكيد والوصف © يجد
في ذلك منبعا تر! عند التقل الى اللقات الاخرى
لتشويه المعنى على النحو الذي يهواه )© فتد
يستطيع بئفس الالفاظ أن يختلق معنى جديدا غير
المعنى الاصلي . ويأخذ المعنى المجازي ويتدمه
على انه معنى لا خيال فيه >» وغير ذلك .
؟ س أن كل شعب من الشصسعوب تتولد عتده عادة
حماسية خاصة تجاه يعض الالفاظ ©» كما أن لكل
شعب خلرونا حضارية وثقافية خاصة © تشكل
مفاهييه العقلانية » وأساليبه في مناققشة القضايا
واستيعابها بشاكل خاص ٠ ومن المعروففه ان
الشعوب الاوربية نتيجة لتجاربها الخاصة -
لديها حساسية شديدة تجاه لفظ او كلية ايهودي».
مجرد نطق الكلبة يولد شكلا ما من اشكال ردود
كما
الفعل النفسية التي تعبر في حيقتها عن التوتر
والخوف والاحساس بالذنب والرغبة في التكني .
وخبراء الدعاية الصهيونية الاسرائيلية يدركون
كل هذا » ولذلك يسارع كل واحد منهم الى تقل
اي تصريح عربي يتحدث عن « اليهود » دون أن
يذكر الصهاينة أو الاسرائيليين [ وان كان الداعية
الصهيوني ل الاسرائيلي يجعل هذه الالفاظ الثلاثة
ذات معنى واحد ولا يقبل أي تفرقة بيتها ] وهو
واثق أن مجرد ذكر هذا التصريح ديعطيه رد
الفعل الذي يبفي خلقه وتكوينه يمن يخاطبه .
ما بالنا حين يقال للشخص المخاطب انظر
« العرب يريدون القاء اليهود قي اليجر » !! وها
هم يرددون ذلك في صحتهم واذاعاتهم وبعظية أو
عظام السنة تادتهم .
؟ ب والذهن الغربي بالمدلول العام والواسع
لكلمة الغرب يحمل صورة مشوهة عنالعرب(11))
لها خلفيات متعددة ماطنية وفكرية تمكس تجربة
تاريخية عرفت الصراع والحرب والقتال 4 ونتج
عن ذلك عداء ظاصس أو خفي؛ علني أو كامن مسكتر
تأتي الدعاية الصهيونية الاسرائيلية لتوتظه
وتستفزه قائلة أن « العرب يريدون القضاء على
اسرائيل » لانها القلعة التي تحمي الثقافة الغربية
وسط هذا العالم المتخلف 4 وهعي واحة الديمتراطية
في عالم تحكيه وتتحكم فيه الدكتاتورية والحكومات
العسكرية .. وما الى ذلك مما تعرف الصهيونية
انه سيكسبها تأييد ومناصرة القوى التي تخاطيهاء
0
لا شك ان العرب قد ألقوا كعادتهم قبل
عدوان حزيران ( يونيو ) يسيل متدفق من الكلمات
وألبيانات والتصريحات والتهديدات . حيتت جميعها
قدرا هائلا من الحباس ٠ وعبرت الكليات والالفاظط
عن أكثر مما كان مقصودا ومطلوبا ومستطاعا .
من يسترجع صورة الجو العربي الذي سماد في تلك
الايام » يحس ل كبا سبق القول بأنه كانت
توجد ( هيصة » ل ولا أجد كلمة أدق في التعبير
عما أريد من هذه الكلمة . أختلطت قيها أشياع
كثيرة وعديدة ©» وأخذت الاحداث برقاب بعضها »
وتداغعت الحوادث وظهر العرب وكأئهم مساتون
الى طريق لا يعرنون نهايته © لانهم لم يختاروها ولم
يحددوها .. كانت طبول العدو تدق وكنا نرقص. على
وتعها : تصريحات وبيانات ساخنة ٠ كان سهلا لي
مثل هذا الجو أن يتفوه البعض بكلبات تقول أكثر - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 27
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٧٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22133 (3 views)