شؤون فلسطينية : عدد 30 (ص 40)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 30 (ص 40)
المحتوى
3
5
والحجج اللازمة لاثبات وجهة نظرهم ودحض وجهة نظر الغير . في حين أن الاهتمام
هو منصبا أكثر على تحديد رأي فيما يتعلق بالاسلوب السياسي أو التكتيكي الذي يمكن
توسله في هذه المرحلة لتحثيق اغراض ما تزال غير واضحة في أذهان الكثيرين 8
في الورقة التي امامي السؤال الاول هل تعترف بوجود مثل هذه المتغيرات ؟ عند
التحدث عن المتقيرات فان تعليقى على هذا السؤال هو ان الحرب ليست مباراة
كرة قدم » مباريات كرة القدم يتصارع الفريقان لتسلية الجمهور ؛ ثم بعد أن يخرجوا
من الملعب يعود كل الى حيث كان دون ان يتأثر في كثير او قليل . فهو يتألم أو يفرح
لساعات الا أنه لا يتردب على ذلك نتائج لا اجتماعية ولا سياسية ولا اقتصادية © ولا
سيكولوجية . الحرب شيء اخر تترتب عليه نتائج حاسمة حضاريا» واخلاقيا واقتصاديا»
ولا بد » شئنا أم أبينا » ان تعكس أثارها على البنية العقلية والئفسية لكافة النساس
المعنيين 4 ولا بد أن يعكس ذاك نفقسه بصورة واضحة على السلوك العام لكافة الافراد
الذين مستهم هذه الحرب من قريب أو من بعيد . من هنا في الجلسة السابقة ركزت على
ضرورة ادرأك الطبيعة الجديدة للمرحلة التي خلتتها حرب تشرين »© باعتبار أن هذه
الحرب جاءت تسجل انعطافا هاما في مجرى الصراع العربي الصهيوني » لانه طيلة
الخمس وعشرين سنة السابقة كنا نتوقع الحرب التي تنتهي بهزائم . الحروب بالنسبة
لنا كانت وسائل مزيد من الاذلال » وازيد من القهر ؛ ولمزيد من الشعور بالعجز . بينما
الحرب الاخيرة كانت شسيئا مختلفا » فتحا جديدا في تاريخ الحروب بيئنا وبين الصهيونية ‎٠‏
‏ولذاك لا بد ان يؤثر ذلك بصورة واضحة على سلوكنا وطريقة تناولنا للمسائل الهامة
والاساسية والمصيرية » بحيث نبدا بمعالجة قضايانا من منطلقات ما بعد حرب ” تشرين
وليس من متطلقات ما قبل حرب تشرين . أاى بمنطلقات الشعور بالقدرة على الاتجاز :
وليس بمتطلقات الشعور بالعجز والهزيمة الذي لازمنا طيلة ربع قرن ‎٠‏ قبل حرب
تشرين كنا نقائل لمجرد أن نثيت لانفسنا أننا قادرون على القتال » ونثور لمجرد أن نثبت
لانفسنا اننا قادرون على الصمود وقادرون على الرفض . كان القبول بأي شيء في ظل
الهزيمة يدعو الى القلق والى الحذر والى الخوف وكان يلازمنا ايضا تسعور بالعجز عن
تحقرق أي اتحاز مهما كان صغيرا الا في مقابل تنازلات باهظة .
بنتيجة الحرب الجديدة انتقانا كما أشرت في الجزء الاول من الندوة الى مرحلة القدرة
على الانجاز انتلقنا من مرحلة الاكتفاء بالرفض الى مرحلة القدرة على المطالية وعلى
الاخذ . أنتقلنا من الثورة لمجرد الثورة أو القتال لمجرد القتال الى القتال لتحقيق اهداف
عملية ملموسة يمكن أن نحجسدها بشكل مادي . أن ما كان يمكن أن تطالب به في ظل
واقع الهزيمة كان من الطبيعي أن يثير المخاوف وان يثير أيضا السخرية . لكن بعد أن
تحاوزنا مرحلة الهزيمة الى مرحلة القدرة على مواصلة الصراع والاخلال بالتوازن مع
لا بد من أن تأخذها الثورة يعين الاعتبار » والا فأئها ستظل تسيح بالرومنسية الى
الادد » وهذا لا يجعلها ثورة قادرة على الاستمرار ضمن الافاق الحالية » بل يضطرها
متقدمة » وف الوقت ذاته فان الجمود ليس من طبيعة البشر ولا من طبيعة العمل
السياسي ‎٠.‏ في العيل السياسي أما ان تتقلدم خطوة وأما أن تتراجع خطوتين اذن مان اذار
الحرب الاخيرة والمتغيرات التي أحدثتها لا بد أن تنعكس على معالم المرحلة الجديدة ؛
ان تنعكس على مناهج تفكيرنا وعلى أسلوب عملنا وكافة مفاهيمنا السابقة » بحيث
تطرح عليها التعديلات اللازمة والانتقال بمستوى نضالنا خطوة الى الامام .
تاريخ
فبراير ١٩٧٤
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 36174 (2 views)