شؤون فلسطينية : عدد 32 (ص 117)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 32 (ص 117)
- المحتوى
-
11+
هذة » تبدأ رحلة العذاب اليومي » ففي اليوم التالي » تأتي البادية الى كل بركس على '
حدة » وتطلب من القادمين الجدد الخبوح الى الساحة » وهناك تكرر العملية السايقة
نفسها ؛ وتستهر لاكثر من اسبوع » حيث أن الجدد يصبحون قدماء بقدوم معتقلين جدد
ساعاتك الظهيرة » حيث تكون الرمال كالجمر» ويطلب من الجميع الدوران حول الدائرة»
وتكون من حولهم قوات البادية بعصيها وكرابيجها » وتبدا الحفلة » ساعة > ساعتين
حتى يسبع رغبته وساديته » وقد تتكرر العملية في اليوم لاكثر من مرةٌ ء ومن هنا 4 فتد
أطلق المعتثلون على هذه الساحة اسم « الساحة الختراء » . أن كل جندىي يتمتع
بصلاحيات مطلقة » لتعذيب أي كان من المعتقلين هكذا وبدون سبب » ولذلك فمن الامور
المألوفة أن يأتي أى جندى إلى الترركس 4 وينظر في الجميع ؛ ويخرجح من يشساء الى
الساحة » أو يضربه على مرأى من الجميع » على يديه ورجليه» او على كل ائحاء جسمه
هكذا لمجرد اشباع رغبة ذاتية + وفي صباح كل يوم 4 وعند فتح أبواب البركسات »© يطلب
الركض . وتمارس العملية نفسها عند استلام وجبات الطعام » وهي عبارة عن وجدتين
« لا تغني ولا تسمن من جوع » الاولي حوالي العاشرة صباحا عبارة عن قطعة خيز لا
تزن أكثر من خمسين غراما » وكوب ساي بارد . والثانية حوالي الساعة الرابعة بعد
الظهر » وهي عبارة عن قطعة خبز كالاولى » مع حبات من الرز مخُلوطة بالمرق . والويل
من لا يصف بانتظام ؛ وألويل لمن يتذمر أو يشكو من قلة الاكل » عندها لن ينئذه منققد.
ولا يقتصر الامر عند هذا الحد » فبالرغم من أنه يوجد دورة مياه في كل بركس ؛» وبالرغم
من وجود بثر ارتوازي يوزع على كل البركسات ؛ فان الماء كان يقطع باستمرار » وتوزع
' المياه بالقطارة »؛ بمعدل كوب واحد في اليوم الكل معتقل . أما الصابون © فكان مكرما »6
وهذا أدى الى انتشار الاوساخ والقاذوراات وانتشار القيل بكثرة داخل البركسات .
أما البرد » فكان العدو الدائم للمعتئلين » لانه لا البسة لديهم تقيهم البرد © غأي كنزة
جيدة ؛ أو بنطلون او جاكيت : على أي معتقل ؛ بامكان أي جندي أن يطلب مصادرته ؛
ويأخذه يكل بساطة . . اما السامات والفلوس » أو خاتم الخطبة مثلاء فهذه كانت تسرق
عند الدخول خورا 8
بالاضافة الى ذلك » فانه في هذه الفترة » كانت تسيطر أجواء التحقيق » وكانت بين
فترة وأخرى تأتي لجان من المخابرات العامة الى المعتقل » وبالتالي » فان الحياة
السياسية كانت شسبه معدومة في هذه الفترة .
لتد كانت هذه الفترة » من أقسى وأصعب ما شاهده المعتقلون طيلة السنوات الثلاث
لماشية ؛ كما كانت من أقسى الفترات التي مرت على الجفر . فالجوع كان سائدا
ومنتشر! الى درحة الموت . ١ ن: الحصول على قطعة خيز زيادة في بعض الأحيان ؛ يعتبر
بمثابة « عيد » . والكل كان يشكو من الدوخة »© وكم من واحد وقع على الارض من كثرة
الجوع وقلة الغذاء . لقد كانت حالة تجويع وارهاب لم تشهدها حتى معسكرات النازية.
الا أن الضغط مهما اشتد » والارهاب مهما كان عنيفا » والجوع مهبا كان مؤثر! ,. أن
كل ذلك لم يوقف النضال »؛ ولذا فقد أثار المعتقلون ضجة كبيرة حول كل هذه الاعبال »
وبدأوا يطاليون بايقافها » ومعاملتهم معاملة معتقلين سياسيين . ونتيجة الضجة »
ا 6 و الموت والتشويه الكثيرة الدى أوساط واسعة » فقسد أوقفت 0 حفلات
البركسات ؛ وأعدليت صلاحية الأشراف الاداري الى اغراد من الشرطة . وكان ذلك في - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 32
- تاريخ
- أبريل ١٩٧٤
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10406 (4 views)