شؤون فلسطينية : عدد 34 (ص 74)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 34 (ص 74)
- المحتوى
-
زف
التنوير الهجائي اه 1 0
كان التنوير الهجائي الذي يقترب من السخرية هو من الاشياء المميزة لفترة الانتقال )
بحيث نجد أن الكثير من الكتاب قد انتهج اللهجة الهجائية في انتاجه ؛ بعد أن كان قد اختط
لنفسه منهجا مختلفا منذ بداية دخول» هيكل الادب . ومن الامثلة على ذلك © دافيد شحر
الذي بدا بالكتابة الغنائية الى حد ما » التي تغلغلت في الاركان المظلبة والخاصة في احياء
القدس - « عن الاحلام » ( 1506 ) واتجه في نهاية الخمسينات الى الكتابة الساخرة
( في سياق تجريته الادبية حاول العودة مرة أخرى ألئى نوع أدبي آخر ) ٠. وروايته « شسهر
العسل والذهب » ( 1564 ) ليست من الكتابات الممثلة العصر ولكنها عرضية الى حد
ما : من وجهة نظر معيئة تسلامر هذه الرواية من حيث ائتهى: ميجد في « حادثة الابله » ,
ان حمقى ميجد يظلون مخلصين لشريعة الماضي » التي هي بمثابة شريعة حياة أن
يتمسكون بها . وحتى لو سلط سيف حاد على رقابهم © فانهم لا ييأسون من القيم ؛ وعلى
الرغم من المحن القاسية التي تمر بهم 4 فان بلاهتهم تبقى يمثابة حاجز بينهم وبين
عصرهم » بينهم وبين الواقع الجديد المتناقض مع قيمهم البالية . أن « البطل القاص »
عئد دافيد شحر قد تخلص من نير ١ الشبوءة »6 . لكد تحرر من الندوءات عسن « العالم
الاخضر » أو من رغبة الانتماء . والبطل القاص لا يئف عند جو الفساد الذي تفشى في
هذا المجتمع في نهاية الخمسينات »© بل يسبح في مستنقعه مثل الضفدعة » ويجني المنافع.
وتحكي الرواية حكاية شاب قضى ثلاثة أشهر في أحد الكيبوتسات ثم تركه ليذهب ألى
القدس ويتعلم في جامعتها . وفي القدس يقيم في منزل عمته ويسرق خاتمها لكي يقضي
شهر « عسل » مع خادمة المنزل في فندق هخم » من تلك الفنادق التي يتردد عليها آيناء
الطبقة الراقية . وتنتهي هذه العملية بخيانته « للخادمة » حيئما اتيحت له امرأة أجمل
منها » وتخونه هذه المرآة بدورها حينما تجد رجلا أيسر منه مادياء والدطل في هذه القصة
يرفرف مثل الفراشسة بين عو الم ثلائة؛ يمثل كل واحد منها شريحة من الوجود الاسرائيلي:
يوسقة ب ا الصهيوئية » تلميذة حركة الشباب الصهيوني » التي تمارس العهر كما لى
كان واجبا قوميا » وكاترين التي تبيع جسدها لكل من يطلبه ويدفع المقايل » والتي تذهب
في النهاية وراء ليون شسبيتسماخر الى حيث توجد النقود الى المانيا ؛ وسارة أنيت ؛
الغريبة الارستوقراطية » التي تجعل البطل يذوق طعم الحب الجسدي الشهواني الأثير.
وف تنقل البطل القاص من سرير الى سرير ؛ يقوم يذبح كل الابقار المقدسة ويذبح كل
متدسات الوجود في الحياة الاسرائيلية : انه لا يدافع عن حياة الكييوتس الوهمية التي
يرى انها تشبه حياة الثكنة العسكرية ( « شهر العسل والذهب »6 ص 1١5 ) 4 ويكفر
بالقيمة الاخلاقية للعمل اليدوي (ص .5 ) » ويتمرد على القومية اليهودية (ص 117 ) )
ويئفر من العمل المكتبي المبهر ( « الموظف زيرح تدريخ ») ص 81-156 ) © ويشمتز من
السماسرة والوسطاء بشتى أنواعهم ( شترويتمان وبرودسكي العجوز » ص 1358 ل
5 ) . انه يرفض كل التيم التي قامت عليها الحركة الصهيوئية » والتي هي عماد
الحياة الاجتماعية في اسرائيل . وشسخصية البطل القاص تحاول أن تعوي مع الذئاب وأن
تتحط مع المنحطين . والرواية في حد ذاتها أقل أهمية كعملية تنك ير منها كظاهرة
اجتماعية ثقافية تميط اللثام عن مراحل الانتقال الايديولوجية والادبية البنيوية من الادب
الجاد ( تبعا لمعايير الالتزام التي تضفي عليه صفة الادب المجند ) القاطع في تقديراته
الخاص « بجيل البلاء » الى الفترة الحديثة »؛ الني فقدت يقينها وارتكازات ثقتها وأصبحت
لا تعرف ما هو الحق وما هو الكذب . ان شحر يرفض بالفعل شخصية غليكس كارول
الاسرائيلي » الذي يرتقي الى أعلى درجات السلم الاجتماعي الاسرائيلي » كما يرفض
المجتمع الذي يفتح أبوابه أمامه . وهذ! الجمع بين الفاسد والمدمر للفساد ؛ الذى يكيل - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 34
- تاريخ
- يونيو ١٩٧٤
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39364 (2 views)