شؤون فلسطينية : عدد 34 (ص 84)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 34 (ص 84)
- المحتوى
-
8م
صاحبة قيس بن ذريح رمزا لله المعش.وق ؛ وكان العاشق مجنونا ينتصر لاوعيه على
وعصيه .2 :
يلاحظ دارس بيت الحنون أن هذه الرموز جميعا تتكرر قي المسرحية القصيدة .
ولعل أصالة توفيق فياض تتبلور في استلهامه الرموز في صيفتها العربية من حيث هي
العمود الفقري لعمله الادبي . فكانث لبنى حجر الزاوية في البناء المسرحي . ولم يكن
الرمز المحوري ف بيت الجنون بسيطا يمثد في بعد واحد »؛ بل استطاع فياض أن يصهر
التنويعات المختلفة للرمز الواحد في جوهر الصورة المحورية . فكانت ايزيس اخت
أوزيريس وعروسه » وعثستروت أم تموز وعروسه » والعذراء مريم ام المسيح وعروسه
تنويعات مختلفة على حقيقة جوهرية واحدة هي لبنى عروس سامي وصورة امه .
ويدمج فياض الاسطورة الاساسية للموت والانبعاث بتفويع آخر عليها هو اسطورة
. الارض اليباب. وتروي هذه الاسطورة قصة ارض حلت عليها اللعنة فسيطر تنين رهيب
وخرابا . ويطاب الثنين صبية حسناء كل عام يقدمها سكان البلدة فدية . وتقف الصبية
بأنتظار الفارس المخلص الذي يقتل التنين ويتزوجهاء غيرد” الخصب الى الارض الخراب .
وتعدا هذه الاسطورة تنويعا على أسطورة الخضر في صورتها اليهودية المتمثلة في النبى
ايليا ») وصورتها المسيحية المتمئلة في القديس جرجس وصورتها الاسلامية المتملة ف
موسى وفتى الله كما يظهران في سورة الكهف . 1
أفاد توفيق فياض من اسطورة الموت والانبعاث في كشفه مأساة فلسطين »© التي
تمثلت له ارضا يبابا حلت عليها اللعنة يوم استولى عليها الصهاينة . وتقف الارضى
منتظرة بطلا يخلصها من براثن التنين ويرد” اليها الحياة ويزرع في أحشائها بذرة تخصب.
لكن الواقع المؤلم يعيد صياغة رؤيا فياض . فتختلط القيم وتفدو لبنى عروسه المحبة
تنينا . فمآذا يفعل الفارس ؛ لقد تحولت الام مبدأ الحياة أداة دمار. ويجاول اليطل
الهروب من الواقع بعوالم يخلقها خياله ما فوق الواقع فيحلم بلبنى المثال . فيقتل التنين
في ذات لبنى ويبعث المثال . ويؤمن في لاوعيه ان لبنى ليس كما هي بل كما يجب أن
تكون حية أم تمت .
تتخذ بيت الجنون اطارا لها ليلة من ليالي الشتاء العاصفة في بيت يقع بمحاذاة البحر.
ويظهر رجل يجلس على كرمي قديم خلف ألمكتب » يرى مستغرقا في الثوم » ملقيا رأسه
على ذراعيه فوق الطاولة . وينئهض فجأة وهو يصر بفزع : ش
الكابوس ... هذا الكابوس الرهيب ! ( متحسسا عنقه ) مرة اخرى ! وكأن أشياح الجحيم © انتقلت
جميعها الى هنا .. لتشاركني هذا القبر المتعفن ! ( محركاأ عنقه ) كادت اصابعه المتوحفة تخترق بلعومي .
تدأ المسرحية القصيدة في الجحيم ؛ فيظهر البطل سامي ميتا مدفوئا في قبر متعفن»
تشاركه السكنى فيه أشباح رهيبة . وليس الجحيم هنا سوى ارض الواقع » لدذا غموت
سامي ليس هو الموت يمعناه العادي بل هو موت في الحياة . لكن نموذج الانبعاث
الهاجع في اللاوعي الانساني ينتصر على الموت فتتحد صورة سامي الذاتية بصورة
اوزيريس الاسطورية » فيعدو انبيعاث سامي حتميا حتمية انبعاث اوزيريس . يقرا
سامي ف كتاب التاريخ المفتوح أمامه : 1 1
أانهض ؛ انهض يا اوزيريس !
أنا ولدك حوريس ٠٠
جئت أعيد إليك الحياة »
جِيُت أجمع عظامك ٠ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 34
- تاريخ
- يونيو ١٩٧٤
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39364 (2 views)