شؤون فلسطينية : عدد 35 (ص 37)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 35 (ص 37)
- المحتوى
-
يحلا
نشاطه . وكيف أكون سؤالا يتضمن اجابة فورية في بنية السؤّال ذاته » لانه يعني
ادراك الحاجة الى التغيير » والى الحداثة . التغيير هو الممارسة الذهنية والعملية التي
يعيشها العربي اختبارا وتجرية واجتهادا . في الادب »© والادب الثورى أعنى ©» تحدث
للواقع فضيحة » يكتشف بأنه نقيضه وهو متألفان . لقد حدث شيء ما بدل الواقع في
الاحتمال 8 تلك هي ميزة الادب أو دورة أو مكانته في عملية التفيير 5
في البداية » لا اكتب شعرا لاغير الواقع . ولكن الواقع أرغمني على الكتابة .٠
استعبدنى من شدة ما اذلني » من كثرة ما كان واقعا وقعت فيه . ولعن هذه العبودية
منحتنى ألحرية » فحين كتبت وجدته يختلف عن نقيضه » ولكن نقيضه ليس الا هو
متحولاً . اي : انه هو يمكن أن يكون هو بشكل أفضل »© حين اتدخل أنا فيه ٠. حين
احضر آنا بين هو وهو . وهذه هي وقفتي الحرة . هذه هي علاقتي بمعادلة الواقع
التي استخرج منها حريتي من جهة » وقابلية الواقع للتحرر والتغيير من جهة اخرى .
متى حدث ذلك »؛ وكيف ؟ حين لم اكن شاهدا على الواقع ولا شهيده . قهل انا بينهما؟
كلا . لان هذه الحالة شكل مخادع من أشكال المراقية ٠
واحب الاديب هو وهمه . خاصة عندما يكون وهمه هو واجبه » ولكن لهذا التناكقض
مغزى ودلالة خاصة حين يكون الاديب نتاج شعوب في مثل مستوى تطور أو تخلف
ليست له مثل قضيتئا ذلك الشاعر الذي قال : اريد أن أغير العالم . كان سلاحه
الى ذلك الذهئية او متعة التفرد في الهرب من دخان المصانع ألى الازهار البرية بعدما
القت الكلاسيكية بعتادها ؛ وهرب الواقع من معلباتها . كان طموح الشاعر «شاعريا»
خالصا اذا جاء التعبير » ولكن الشاعر الثوري الجديد في آسيا وافريقيا ليس «شاعريا»
بالمفهوم الرومائسي للكلمة .
ولكن »© ما أشد واقعية الشاعر الاسيوى - الافريقي ؛ في هذه المرحلة من مستوى
تطور القارتين 4 في تفاوته » حين يندمج في هذا الوهم . ان هذا الوهم واجبه والتزامه.
الذي لا ينتقيه كما تنتقي الاوحة او الاسطوانة . وهذا ما يفعله به الواقع .
ليس بوسع الادب أن يغير الواقع أل فرديا . اي ليس بوسعه ان يغيره للجميع .
ولكن هذه الفتحة من التدول أو الخرق الذى يقود الى التحول تصبح ممرا جماعيا حين
يندمج الشاعر أو لنقل حلمه في حركة القوى القادرة على التغيير »6 او حين يدمجها
في عناصر الكورة . تحتاج المسألة ألى فاعلية كل الاطراف . ولكن الاديب لا ينتلر هذه
اأفاعلية » والا اندمج في الجمود .
هكذا » اذن » نعدد المراحل ؛ ليس بوسع الادب أن يغير العالم . ولكن يجب أن نضيف
كلمة « وحده » »4 أنه يغير « مع » سواه ؛ حين يجسد وهمه حلما شعبيا . انه في
مرحلة الفاعلية السلبية يبثر بالتغيير . وفي مرحلة الفاعلية الايجابية يندمج نتاجه في
توي التغير ٠ 1
والادب العربي الحديث يمارس هذا الحلم اذا جاز التعبير ويسميه الثورة .
وبين الحم واسم الحلم تعلو اتقاق كثيرة » وحروب كثيرة » وخيبات أمل كثيرة »© ويكون
الموت الذي لا يميت . الموت - الاسطورة ؛ الموت الدال . هذا الموت الخاص يكاد أن
ينحول - بعد المكان الى البطل الابرز ف الادب العربي أو دوسعى أن أدعي يأثه
لنموذج الحي في أدبنا . هل هي مفارقة أن يكون الموت بطل الحياة او تموكجها في
الحاضر العربي ؟ كلا ! لائه يحل جوهر التحول ؛ المتمثل في الفداء ورفض الواقع
المفروض والمخاطرة من أجل تجسيد الحلم . ان الشهيد وتمجيده في حياتنا الحاضرة ليس - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 35
- تاريخ
- يوليو ١٩٧٤
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39478 (2 views)