شؤون فلسطينية : عدد 38 (ص 50)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 38 (ص 50)
- المحتوى
-
18
للسيانسة الاسرائيلية المتصلبة واصرارها على الاحتفاظ بأجزاء من المناطق .المحتلسة
وفرضى الصلم بالقوة على العرب » حتى وقعت الحرب فهزت» مع الاحداث التي تلتها»
تلك الصورة .
كانت الصدمة التي أصابت الاسرائيليين » مع وقوع الحرب وخلال الفترة القي
تلتها » قوية للغاية ولم تخف حدتها الا بعد مرور بضعة أشهر ؛ عندما توقف القتال
تماما على الجبهات وانتقل ثقل النشاط في المنطقة الى المجال السياسي وما تبعه من
مناورات » استطاعت اسرائيل خلالها التقاط أنفاسها . ولكن على الرغم من ذلك ؛ لا
على الحررب ولا في المستقيل ؛ القريب أو البعيد © اذ أن ما اثبتته الحرب مسن قدرة
الجندي العربي على القتال واستعمال الاسلحة العصرية المعقدة » ومن خلال مواكبة
التقدم العلمي » لا يمكن ان يعتير بالنسبة للاسرائيليين تطورا هامشيا يمكن تجاهله »
بل ان مثل هذا التطور يكتسب مغزى خاصا » وخطيرا للغاية » في ضوء حقيقة امتناع
العرب » لاسياب عديدة لا مجال لبحثها هنا » عن استغلال كل طاقاتهم © البشرية
والعلمية » في صراعهم مع اسرائيل » مما سيضعها في وضع حرج للغاية ان تم ذلك
فعلا فى المستقيل . كذلك مان الاختلاف في وجهات نظر الدول العربية » خاصة تلك منها
المحيطة باسرائيل » والفلسطينيين بشأن الخطوات التي ينبغي اتخاذها » في الحاضر أو
المستقبل »© لايجاد حل ما للازمة في المنطقة والتحركات السياسية المترتبة على ذلك »
وهى المواقف التي تعيد الى أذهان الاسرائيليين صورة العالم العربي المنقسم على
نفسه والعاحز عن اتخاذ موقف موحد حاسم تجاه أسرائيل »© لا يمكن أن تشكل عزاء
بالنسية لهم » اذ أن تلك الخلافات تنحصر » ف نهاية الامر ؛ حول أنسب الطرق
وأصلحها لصد العدوان الاسر ائيلى أو احتوائه » ومن هنا فان امكان عودة العرب الى
منهج العمل الموحد وتوحيد قواهم في مواجهة اسرائيل ؛ كما حدث خلال الحرب وبعدها
مباشثئرة ؛ أمر ينيغي أن يحسب له حسابة .
من الواضح الآن أن نظرة الاسرائيليين الى العرب قد تغيرت بعد حرب تشرين
ويَسببها » بشكل ملحوظ ؛ للاسباب التي أشرنا لها وغيرها » بدلالة اختفاء تلك
التصريحات المتبجحة التي كانت تصدر عن المسؤولين الاسرائيليين في الماضي » وكلها
محله التصريحاث « المتزنة » » التي تنطلق ©؛ عادة ؛ من التدليل على نية اسرائيل فى
عدم المبادرة الى حروب جديدة الا اذا « اضبطرت » لذلك . ولكن هذه النظرة بحد ذاتها
تنطوي » من ناحية ثانية » على تحديات كبيرة بالنسبة للاسرائيليين © اذ أن التسليم
بوجود قوى عربية آخذة قي النمو وتزداد قدرتها يوما بعد آخر على مجابهة اسرائيل
حقيقة لها مغزاها بالنسئة لنظام كان » ولا يزأل »© يعتبر اعتماده على قوته الضمان
الإاساسي لاستمرار وجوده 5 وعليه » وانطلاقا من هذه الفرضية» بددو أن الاسر اثيليين
يقتربون من لحظة الحقيقة في موقفهم من العرب عامة » على المدى القريب أو البعيد )
وليس أمامهم الا أحد الطرفين : اما التسليم ببداية تبلور قوة عربية عظيمة »© لا قدرة
لاسرائيل على مجابهتها ؛ ان لم يكن الآن ففي المستقبل على الاثل » مما يدفعها الى
الاتجاه نحو اتباع سياسة جديدة تجاه العالم العربي والتفتيش عن حذول واقعية لازمة
المنطقة » او الاستمرار في انتهاج السياسة القديمة » والعمل على دعم قوتها استعداد!
للحروب المتبلة . والسؤال الذي يطرح نفسه الآن واضح للغاية : أي من الطريقين
اختارت اسرائيل ؛ بعد مضي سئة على الحرب ؟ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 38
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٧٤
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39364 (2 views)