شؤون فلسطينية : عدد 91 (ص 56)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 91 (ص 56)
المحتوى
3
العرقية الاوروبية
لم يعد يخفى الجذر الطبقي للعرقية حتى على المؤرخي ين والمفكريين
البورجوازيين خاصة بعد ماساة النازية والفاشية والحرب العالمية الثانية : فهرتن
يؤكد ‎)١١( )٠١(‏ أن العنصرية ذات جذر طبقي ولا علاقة لها في الاساس بالدم ,
ويدلل على هذه الحقيقة باسبانيا » فيقول ان الصراع الطويل بين المسيحيين
والمسلمين , أدى الى تمجيد الفضائل الحربية بين الاسبان » والى مذهب ‎«٠‏ الدم
النقي » » اي النقي من الاختلاط يدماء المغارية اليهود » واصبحت الخدمة
العسكرية في الجيش رمز الشرف بعد انتصار الاسبان » في حين ظلت التجارة
والصذاعة والزراعة محتقرة ‎٠‏ لانها كانت في يد الكفرة واليهود ‎٠‏ وقد يلم
الحماس من اجل نقاء الدم في القرن السادس عشر الى ما يشبه النازية ,2
وصارت الشهادات التي تصدرها محاكم التفتيش من المسوغات الاساسية لاي
عمل طموح ؛ وبعد طرد المغارية واليهود ادت روح العنصرية الشائعة » وازدراء
ألوان المنشاط الاقتصادي , والعقلية العسكرية المسيطرة » الى انهيار قوة
اسبانيا ورخائها ‎٠‏
ولا ريب ان جذر العنصرية والعرقية » ومفاهيم الدم النقي » والشعب المختار.
يكمن في التراث التاريخي للطبقات الحاكمة المتي تحاول الاحتفاظ بشكل او إخر
من اشكال المرق والاستغلال والعبودية الانسانية ‎٠‏ وكما يلاحظ هرتز بحمق ان
قيام الامم الحديثة اقترن بهزيمة التفتت والانقسام داخل الامة » القائم, على
اساس ‎٠‏ الدم الافضل » ‎٠‏ وكان المنزوع القومي نحو المساواة في المركز
الاجتماعي يقابل على الدوام بمقاومة سافرة او متسترة وراء اغطية عرقية ‎٠‏
‏ففي القرن الثامن عشر زعم النيلاء الفرنسيون والمدافعون عنهم من اعداء الامة
الفرنسية الناشئة » ان النبالة تنحدر من نسل الغزاة الفرانك » وان العامة من
نسل الرومان والغاليين المهزومين , واتخذوا من هذه المزاعم حجة لاثبات حقهم
في المسلطة والحكم فيمواجهة افكار الثورة وارهاصاتها , رغم ان هذه المزاعم
لم تكن لتقف على قدميها امام حقائق التاريخ » فقد زالت الحدود بين الاجناس
تعاما ابان العصور الوسطى ‎٠‏ نتيجة الاختلاط : ولكن الفوارق الطبقية هي التي
استمرت وتزايدت بينالنبلاء والطبقة الوسطى وعامة الشعب » وانعكست في
مفاهيم التفرقة العنصرية وادعاءات السموى وتقاء الدم ‎٠‏
ووجه الخطورة ان دعاوى العرقية في عصرنا ‎٠‏ واخصوصا بعد هزيمة النازية
قلما يكون الافصاح عنها بالشكل الصريح والفج الذي نشهده في سياسات العزل
والتمييز العنصري في جنوب افريقيا وروديسيا ‎٠‏ بل هي اليوم اقرب الى ان تاخذ
شكل الدين العلماني الذي يتخفى وراء دعاوى واقنعة علمية وتاريخية ودينية ,
والعقائد الراسخة المؤسسة على العلم والاخلاق ‎٠‏ وقد مرت تيارات العنصرية
تاريخ
يونيو ١٩٧٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39476 (2 views)