شؤون فلسطينية : عدد 91 (ص 62)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 91 (ص 62)
المحتوى
11
من طبقة « اليونكرز » في بروسيا طائفة متميزة تماما , تحولت الى طبقة -سكرية
محترفة » وجيش حاكم يحتقر غيره من الطبقات ‎٠‏ وقد عزز يسدمارك من دور
العسكرية البروسية وسيطرتها على المانيا بانتصاراته المدوية » والامبراطورية
التي اقامها على اكتاف هذه الفئات » كما كسب لها تأييد الاقسام العليا من
البورجوازية الالمانية » وحتى جزء كبير من الطبقة الوسطى البروتستانتية ‎٠‏ ولا
شك ان افكار تفوق الجنس النورديكى والعنصر الجرماني , والتي اشاءعتها
هذه الفئات المسيطرة والقابضة كانت موجهة في حقيقتها ضد الطبقات الشعبية
الامانية اكثر مما كانت ضد الامم الاخرى او اليهود (19) فدعاة العنصرية
الالانية القدامى من امثال ج ‎٠‏ كليم واوتوامون كان شغلهم الشاغل اثبات دونية
الطبقات الشعبية , وانها احط في اصولها من الطبقات الحاكمة واصبحت
الطبقات العليا في مذهبهم آرية من حيث المثبت , أما الدنبا فهي منغولية » وذلك
لتبرير السيطرة الفاشية للذبالة والطبقات العليا ‎٠‏ .
وكان للوثر بوجه خاص أثره العميق في الروح الالمانية والاخلاق ‎١‏ فقد استمد
تعاليمه الاخلاقية والاجتماعية الى حد كبير من « العهد القديم » وان كان ذلك
لم يمنعه من أثارة الالمان ضد اليهود ‎٠‏
ومن اليسير ان نقارن بين اقوال لوثر واقوال المسيح , لنرى البون الشاسع
بينها , الى الحد الذي يستحيل ممه التوفيق ‎٠‏ ومع ذلك فقد كان لوثر يعتقد
باخلاص انه ينطق بأمر الله » كما فعل عندما وضع مسؤولية مذبحة الفلاديسن
في حرب الفلاحين على الله ! والكثير من السمات المسيطرة والشائعة في الروح
الالمانية مثل تفضيل التصوف على العقل . وتمجيد البطولة والاعتقاد بانهم
يعملون بوحي من الله » وهم يتصرفون كالشيطان » يمكن تتبعها في شخصية
لوشر , وأن كانت العوامل التاريخية والطبقية هي التي حددت ذموها وتاصلها
وحتى « سوبرمان » نيتشه يمكن ان يعد من سلالته الشرعية ‎٠‏ وقد كان العنصر
الصوفي في ايمان لوثر بعيد الاثر في نمو الفلسفة والشعر والموسيقى الا مانية٠‏
وقد مهد السديل بصفة خاصة للرومانسية وعبادة الكون اللذين الهما الكثير من
الشعراء والفنانين العظام ‎٠‏ ولكنه لعب دورا كبير! في تحطيم المعايير المسيحية
في المانيا الحديثة ‎٠‏ والواقع ان هيجل وبسمارك ونيتشه وفاجنر حملوا تقاليد
اللوثرية ‎٠ )3١(‏ ويفسر انجلز اتجاهات لوثر ومواقفه المعادية للعوام بقوله انه
بين سنة ‎١١5١1‏ وسنة ‎١5750‏ اثناء حرب الفلاحين حدث للوثرمن التدولات » ما
حدث لدعاة الدستور الالمان أو الليبرالية الالمانية بين سنة ‎١8448 ) ١845‏ وما
يحدث لكل بورجوازي يجد نفسه لفترة من الزمن على رأس الحركة الثورية » ولا
يلبث حتى تفزعه حركة العوام اى البروليتاريا وتدفعه الى النكوص على عقبيه ‎٠‏
‏واذا كان لوثر قد وضع سلاحا قويا في يد العوام بترجمته للانجيل » وبمعارضته
للمسيحية الاقطاعية , الا انه لم يلبث حتى سدد نفس السلاح الى صدور القلاحين
تاريخ
يونيو ١٩٧٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39476 (2 views)