شؤون فلسطينية : عدد 91 (ص 196)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 91 (ص 196)
المحتوى
9.
الطبيعي للتفاصيل الحياتية ‎٠‏ الادوار ليست نمطية , ولا تسعى الى ترسيخ او محاكاة
اى فبيركة هالة مسرحية ‎٠‏ انه مسرح بلا اطلالة مسرحية مفخمة ‎٠‏ وكأنك تشاهد فصولا من
حياة جارية ‎٠‏ المسرح هنالا يشتغل على ديناميكية داخلية خاصة به , يقفل الخشية على
زمنها ويفصلها عن المشاهد ‎٠‏ الممثل الذي يؤدي دوره يتذكرك دائما ‎٠‏ يحصساورك ويثيسر
انتياهك ‎٠»‏ لا ينساك ولا يدعك تنساه ‎٠»‏ فتنسى انك أمام خشية مسرح وينسى هى انه
فوق الخشية » فتنعقد تلك الصلة الحميمة الحادة بينكما وتنكسر المسافة المنمقة الباردة
التي تعودها المسرح الكلاسيكي والممثل الكلاسيكي : بينه وبين المشاهد ‎٠‏
وانت تدخل الصالة ‎٠‏ تجد المسرح بلا ستار ويلا ديكور ‎٠‏ الممثلون ليسوا في المكواليس
يتهياون ‎٠‏ بل هم يتجولون في القاعة بين الحضور , يغنون ويتحدثون معهم ‎٠‏ العرض
يبدا دون اعلان ودون ان تدري ‎٠‏ يبدأ في. وسط والقاعة وينتقل الى الخشبة وويغادرها من
حين لآخر + انه مسرح يكشف لك تفاصيل اللعبة » اخراجا وادارة ممثلين » ينزع عسن
حواسك وهم التمثيل ‎٠‏ ويمنك من الانسياق وراء مناخ تحتشد فيه طاقات انفعالية
يستحضرها أو يحفظها الممثلون لايهامك واستبعادك ‎٠‏ لكي تسيطر عليك تقنية الاداء
والديكور والاضاءة ‎٠‏
على هذه المسافة المنكسرة تبدا « مشاهد من 1951 » , بمعاهدة , سايكس ‏ بيكو » لتقرة
لحظة تاريخية من افواه وهموم ولهجة ناس جبل عامل ‎٠»‏ لحظة تاريخية كما عاشها رجال
ونساء « بنت جبيل » » في بيوتهم وحقولوم وسهراتهم , وبالتفاصيل ‎٠‏ فترى التاريخ الذي
تقراه كلمات في الكتب قد تحول ‎٠‏ على المسرح ‎٠‏ الى تفاصيل حياتية حسية ملموسة ‎٠‏
‏صورة الحدث والتاريغ » في الكلمات , مجفقة وياردة , خطابية الى ايديولوجية » لكتنه
هنا على المسرح يستعاد كزمن حياتي : بدون بطولة أى نمذجة ‎٠‏ فتدخل كمشاهد ومشارك »
في متعة السياق ومتعة التفاصيل ‎٠‏ فقط الشعر وحده يستطيع ان يصفعك بهذه الحيوية
للزمن ‎٠‏ والمسرحية » بهذا المعنى ,2 وثيقة شعرية باللغة العامية ‎٠‏ وثيقة تؤدي يتلقائية
الزمن الشعبي ولهجته الحميمة . احيانا تكثفه وتضغطه , وحينا تتركه ينساب حتسسى
الاقاصي ‎٠‏ انه النص حين يصير على المسرح يشرا عاديين , او العكس - الانسياب
التلقائي يقع في التفاديل والترابط يقع في السياق الفكري أو الثقافي ‎٠‏ لذا تبدى
المسرحية وكأنها تعرض معنى أو رؤية فكرية للحظة عيش تاريخي ‎٠‏ ولذا يبدو قصدما
سياسيا مباشرا ‎٠‏ قي كل لحظة تفصصح المشاهد المسرحية عن دلالة تخدم السياق الفكري ب
السياسي ؛ اما السياق الفني قلا تستطيع لمسه , لانه يتركب امامك مباشرة . في كل
لحظة » ثم ينكسر ويختفي ‎٠‏ التعبير المسرحي يعتمد دائماعلى طريقتين في الاداء :
الكوميديا التلقائية والحماس الجماعي » كي ترى ان ادوات وطرائق التعبير الشعبي . عن
الاحلام والهموم والمشاعر والتناقضات والاستياءات والفرح , بسيطة ومعقدة , في اللحظة
نفسها . مفتوحة ولا تنضبط في اتجاه محدد متساوق ‎٠‏ طريقة غريزية حسية في التعبير .
تتدفق بتلقائية حيوية ؛ تتحدث العيش الوجودي للجماعة والافراد ‎٠٠٠‏ هكذا يتحدث
الناس ؛ دائما . همومهم . سياسيا ‎٠‏ بغزارة لا يعرفها ولا يستطيسع ان يلتقطها المقسال
السياسي النظري ‎٠‏ لتنكشف اسطورة التسييس اللمفتعل لمشاعرهم وهواجسهم ؛ حينعما
توظف في بنية كلامية مفهومية مجردة ‎٠‏
« مشاهد من 1975 » تصف زمن العيش الشعبي وردود فعله المباشرة اثناء وبعد معاهدة
ه سايكس ‏ بيكو » ‎٠‏ مسرحيا ‎٠‏ وهي بهذا المعنى تقدم قفزة نوعية عن مس.رحية ‎٠‏ بالعبر
تاريخ
يونيو ١٩٧٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39468 (2 views)