شؤون فلسطينية : عدد 87-88 (ص 28)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 87-88 (ص 28)
- المحتوى
-
31
الاستعمارية الغربية تتوثب للانقضاض على ما تبقى من اراضي الامبراطورية
الواسعة » وتتناحر على تثبيت مواقعها في تلك الاراضي من خلال نظام
الامتيازات , اعدادا لبسط نفوذها عليها عندما يحين الوقت ؛ انطلقت الحركة
القومية العربية ؛ تنادي بالاستقلال للاقطار العربية . من منطلق وحدتها . على
الاقل في مشرقها ٠ وعلى هذه الخلفية جاء تبني الدول الاستعمارية لفكرة
المشروع الصهيوني , واقامة الدولة اليهودية في داخل الوطن العربي ؛ عامل
تفتيت لبقاعه » وقاعدة عدوان على شعويه , وكابحا لحركة جماهيره المتطلعة
الى الاستقلال والوحدة ؛ مناقضة بذلك التوجه الاستعماري فيه ٠ وهكذا,
ومن جهة نظر الشريك الاكبر والاهم في المشسروع الصهيوني , كسان
الهدف من اقامة اسرائيل ان تصبح هذه قاعدة متقدمة للعدوان » مهمتها
الاساسية التصدي لحركة الجماهير العربية » وضريبها ٠ وهذه الاخيرة ؛ لم يكن
مركزها في فلسطين » ولا شكل الشعب الفلسطيني عنصرا متميزا فيها ؛ وانما
شكلت ارضه » من ناحية موقعها الاسترائيجى : وارتياطها بالتراث اليهودي
القديم , اكثر الاقاليم العربية ملاءمة لاقامة القاعدة ٠ ولما كانت مصلحة هذا
الشريك في المشروع هي تطويره كقاعدة عسكرية متقدمة ؛ فقد انعكس ذلك على
طبيعة الكيان الصهيوني ونم مؤسساته ٠ ونظرة سريعة الى تلك المؤسسسات
توضح الفارق الشاسع بين تنامي بعضها على حساب البعض الاخر ٠ والواضح
أن المؤسسة العسكرية هى الاكثر تطورا فى الكيان ؛ نظرا لارتباط نشاطها
المباشس بمصالح الشريك الاكبر ٠ والمشروع من وجهة نظر هذا الشريك ؛ ايا كان
في كل مرحلة ؛ لم يكن قط مشروعا اقتصاديا بحد ذاته ؛ واذما وسيلة للنفوذ
الى ثروات الامة العربية واستغلالها ٠ ومقابل هذا التطور في المؤسسة العسكرية,
تبرز هشاشة باقي المؤسسات في الكيان , من اجتماعية واقتصادية وسواها ,
والتي لا تزال فجة ٠ ولم يلبث الكيان . حتى قبل الاعلان الرسمي عن قيامه ,
ان تحول الى « قلعة » , قراهها الالة العسكرية » يقوم بضعة ملايين مسن
المستوطئين اليهود بخدمتها ٠ فالاساس فيه هي الالة العسكرية , التي يجري
تجيير جميع الطاقات لتطويرها ورعايتها ٠ وهكذا اصبح الجيش في اسرائيل
اغلى من الكيان وأعز ٠
وما دام الكيان في جوهره قاعدة مسكرية ؛ فان ما يقرر مصيره » ولى
مرحليا » ثجاعة نشاطه العسكري ؛: ومردود هذا النشاط على البلد الام
الامبريالي » وبالتاكيد : ليس ميزان مدفوعاته » أو حساب الربح والخسارة في
اقتصاده ٠ ويبقى العامل الحاسم في اعتماده من قبل البلد الام » واصرار هذا
البلد على تثبيت دعائم الكيان » هى موقعه في الاستراتيجية العالمية لذلك المركز
الامبريالي » الولايات المتحدة . وليس ازدهار الكيان الاقتصادي أى عجزه ٠
والواقع ان اسرائيل ما زالت منذ قيامها تعيش في عجز اقتصادي » ومعسدل - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 87-88
- تاريخ
- فبراير ١٩٧٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39478 (2 views)