شؤون فلسطينية : عدد 87-88 (ص 77)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 87-88 (ص 77)
- المحتوى
-
يفف
عموما ٠ وكانوا يعملون في أشق الاعمال وبأبخس الاجور في يافا وفي حيفا
وفي القدس وفي اللد والرملة وغيرها ٠وكانوا يبيتون في الخرائب ووراء جدران
الابنية التي لم يتموا تشييدها وعلى قارعات الطرق ٠
وفي مستهل حياتي السياسية والادبية ب وكلاهما امر واحد نشرت قصة
قصيرة عن حادث واقعي جرى امام عيني في العام 114١ : عن سيارة ضخمة ,
شبيهة بناقلة الدبابات : كانت تعبر « شارع الملوك » بحيفا وقد امتلات بالقمح ٠
وكان القمح يتسرب منها الى ارض الشارع ؛ حبات حبات ؛ كما ترشح قطرات
الماء من شربة فخار ٠ فاذا بشاب « غزاوي » . في مثل سني آنذاك ( ١9 عاما )
يركض وراءها محاولا ان يلتقط حبات القمح٠ ثم حاول القفن على ظهر السيارة ٠
فوقع بين عجلاتها ٠ فاختلط دمه بحبات القمع الذهبية ٠ واما السيارة الضخمة,
الشبيهة بناقلة الدبابات » فظلت تنهب بعجلاتها المطاطية « شارع الملوك » الذي
أصبح اسمه اليوم » في « دولة اسرائيل » . « شارع الاستقلال » ! حتى غابت
عن انظارنا وابتلعتها المدينة الصاخبة ٠
واخذت لهذه القصة عنوان « قمح ودم » !
لقد تبددت اوراق المجلة التي نشرت فيها هذه القصة ٠ فاضعت كل اثر لها ٠
وظللت عبذًا » ابحث عنها ثلاثين عاما حتى التقيت اصحابها » مرة اخرى وبعد
ثلاثين عاما !
قصح ودم ٠٠+ أرض ودم ٠٠١ شعب يعيش في دوامسة دم +٠٠ تطحنه
وتطحذ له +
ولكنه باق ولا يفنى *
" - باق ولا يفنى
ان هذه الحقيقة الضخمة » عن ان هذا الشعب يأبي الفناء ٠ تزداد شموخا
وسطوعها وأدهاشا ؛ حتى كانها « المعجزة » , كلما تعمقنا في أغوار المأساة التي
ابثلى بها هذا الشعب وكشفنذا عن القوى السوداء التي خططت مؤامرة القضاء
عليه ومحوه من الوجود ٠
وهذه الحقيقة , المعجزة وكم من شعب اجترح المعجزات بنضاله وتضجياته
وبدابه قد نبهتئي اليها عيون العمال « الغزازوة » الذين التقيتهم في ذلك اليوم
البائس » في ساحة العجمي بيافا بعد غياب ثلاثين عاما , كما نبهت تيوكتسن
التفاحة الساقطة فوق رأسه الى جاذبية الارض *
عيونهم هذه هي التي دفعتني » فيما بعد , الى كتابة القصة عن « الوقائفم - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 87-88
- تاريخ
- فبراير ١٩٧٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39480 (2 views)