شؤون فلسطينية : عدد 87-88 (ص 140)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 87-88 (ص 140)
- المحتوى
-
1
هى ان الوطنية تشكل اقوى راية يمكن ان تلف حولها الامة ٠ وحاولت . وهي
العدى الحقيقي للقومية المتحررة الديموقراطية ان تركب موجة القومية الصاهدة
وان ترفع رايتها » ولكن بشرط ان تفصصم ما بين الحرية والانبعاث القومي مسن
علاقة » وان تحول القومية الليبرالية العقلانية » الى قومية همجية لا عقلانية ٠
عدوانية توسعية ٠ لقد استغل المحافظون المشاعر القومية الملتهبة ضد القهر
البونابرتي ؛ لدحر الثورة ٠ ولكنهم سرعان ما افصحوا عن نواياهم الحقيقية
المعادية للقومية ولحقوق الامم في التحرر والوحدة عندما طبقوا مبسسادىء
الشرعية ضصد تطلعات القوميات المشروعة في الاستقلال والوحدة خاصة في
وسط وشرق اوروبا ٠ وتكمن ماسماة النصف الثاني من القرن التاسع عشر
في استيلاء قوى الرجعية والمحافظة هذه على قومية ثورات سينة 1١847 وسليها
للراية القومية بعد ان جردتها من كل مضمون ديمقراطي » وحولتها الى
معاني التوسع والغزى والضم والالحاق تحقيقا لمصالحها ٠
صنع المحافظون من هذه المعاني ديذا صوفيا جديدا » هى مزيج من التقاليد
الهمجية القديمة والمشاعر الوطنية الملتهبة المتهوسة واللاعقلانية » واستمدوا
من تراث الفكر والفلسفة الالمانية اكثر جوانبه رجعية وتخلفا بعد ان اسقطوا
منه كل ما هى ثوري وتقدمي ٠ اسقطوا من هيجل . هذا الفيلسوف الشامخ »
اروع ما قدمه للبشرية من مفاهيم ثورية : جدل التاريخ » اى الحركة والتطور
الذي لا ينقطع من خلال الجدل في الفكر والتاريخ والواقع صوب الهدف
الاسمى وهو الحرية وتمسكوا بأسوا ما يحمله فكره وتراثه من دعم للدولة
البروسية الرجعية ١ فقد اعتبر هيجل في كتابه « فلسفة الحق » ان دوج العالم
افصحت عن نفسها في الماضي » في الشرق وفي اليونان وفي روما , أما اليوم
فقد اكتمل نموها وتطورها في الامة التيوتونية والدولة البروسية ٠ التي هي
التجسيد الاسمي لارادة الله وغايته على الارض ٠ ولم يكن يصعب على القوى
الرجعية حيثما كانت ان تستبدل هذا المفهوم الصوفي اللاعقلاني عن الامة التي
تجسد كمال التطور والفكر على الارض » وتنقله من الامسة التيوتونية الى
السلافية الى العبرائية حسبما تشاء لها الاهواء ٠
هذا المسعى لتجسيد المثل الاعلى والروح في التاريخ ومن خلال التاريغ ,
كان سمة عامة في الفكر الرومنسي كما رأينا » ووصل به هيجل الى القمة »
ليمد الرجعية بسلاح لا يبارى عندما تلوى رقبة التاريخ , وتثبت هذا المثال في
العصور الوسطىء أى ما هى اكثر قدما وتوغلا في التاريخ ٠٠ ومن ثم تصاعدت
النداءات بالتمسك بالتقاليد وبالثراث ٠ واخذ الناس يكبون على دراسة التاريخ,
لا كما كانوا يقبلون عليه في عصر النهضة والاستنارة ٠ ليستخرجوا منه اروع
ما تكنه الروح الانسانية بل يهدف اضدفاء صفات النبالة والمجد على الماضي
والباسه اكاليل الغار ٠ وقد بجل سافيني والفقهاء الالمان بشكل عام التاريخ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 87-88
- تاريخ
- فبراير ١٩٧٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39437 (2 views)