شؤون فلسطينية : عدد 87-88 (ص 206)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 87-88 (ص 206)
- المحتوى
-
ليست بيروت هي المدينة الوحيدة التي لا نستطيع أن نضرب فيها موعدا ٠ فسي
ياريس ايضا » تاخ عن الدين قلق عن الموعد الاخيس , فلم يات الى مطعم الخين
الطازج » ولم يحدثنا عن علاقته الاليقة بالموت الذي يرافقه ٠ القى تحية الصياح
على شاب يشرب القهوة عند مدخل البناية » فرد عليه بأحسن منها ٠٠ ويقنيلة
وفي لندن أيضا » تاخضر سعيد حمامي » فلم دف دبوعده أن نذهب معا الى بحيسرة
شعراء انجاترا الرومانتيكيين » أو الى طريق اكسفورد حيث توقف فجاة وتساءل عن
بيروت التي تشبه غرفة على الطابق الاعلى من بركان » تذكر شارع الكومودور
المظلم الذي كانت تضيئه » بين الفنية وألاخرى » قذائف الهاونزر التي هدتنا السى
الفندق ٠
واضاف غسان كنفاني سببا آخر لذبذبة مواعيده , فلم يأت الى الجريدة » وم
يعتذ عن موعد الغداع ٠
فلماذا نصدق علي حسن سلامة اذن : ه دأم هؤلاء الفتيان الفلسطينيون يكذيون
على أصدقائهم جميعا » في بيروت وخارجها ؛ ولا يأتون الى مواعيدهم !
انتهن أبو حسن فرصة وجودنا في دمشق » وانفجر كوردة ضخمة في فردان »
قريبا من دم كمال وكمال وأبي دوسف الذين أعطوا أيضا مواعيد لا تتحقق ٠
نعرف أبا حسن كما نعرف الكهرباء التي تسري بين العظم واللحم في تراجيديا
فلسطينية » ونعرف صدوده الطويل في الباززة المضنية مع موت يشتهيه ومع حياة
يشتهيها ٠ هذا السيف الذي صك من شهوة ودم لم يغمد لحظة واحدة في حياة
يوقن أنها خاطفة » كحياة الذين لا يمشون الا على حبال البرق ٠ واذا كان قد
استطاع ان يبتكر هدوء وسكيئة للتعامل مع الأخرين ٠ فلانه كأن قد ذجح في ترويض
الهاجس الذي يحتله ٠
لد صاغ حياته كلها : بنظامها وتفاصيلها » وذوقها المنتقى ٠ وشهيتها المفتوحة
على الربيع » كما أملتها عليه لياقة الفرسان وشجاعتهم في نزولهم » أى صعودهم ,
الى الموت المختبيء وراء كل لحظة ٠ كان عريسا جاهزا للزفاف الدموي الخاطف ٠
وكان الفارس يعرف أنه الخاسر ٠ ولكنه كان يعرف أيضنا ان معادل الريح في هذه
ا مبارزة هي خسارة الحياة والتاريوخ معا , وسلالة تنحدسر من ذهب *
دائما كان يقول ٠٠ ساموت غدا , فماذا ستكتدون عني ؟ أنتم تكتبون ونحن لا - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 87-88
- تاريخ
- فبراير ١٩٧٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39467 (2 views)