شؤون فلسطينية : عدد 87-88 (ص 289)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 87-88 (ص 289)
المحتوى
346
خاطف , بل وكان يمكن تمييز الكلمات التي تعقبها , الا انها لم تكن مفهومة ‎٠‏
‏« لماذا يصرخون هكذا! هناك , لماذ! ؟ » , لم يستطع عامل اللاسلكي ضبط نفسه ‎٠‏
« كان الشيطان حل فيها » قال شملومى متبرما وهى يزم عينيه كما لى كان ثمة من يصر
له بقطعة من التنك قرب اذنه ‎٠‏ ثمة شيء قاتم مر بالقرية ‎٠‏ ثمة بقرة شرعت تخور هي
الاخرى » بياس ؛ باضطراب ,» ببلاهة متكررة » وكأن مجرد خوارها يمنحها نقطة تشبث
في عالم جاد عن مساره ‎٠‏
شعرنا فجاأة وكأن هجوما صاعق اللمفاجأة قد يداهمنا » لقد انهارت الاسوار الخريبة
كلها علينا » حاصرتنا بحقد غاضب يفح » وبدورنا معزولين على حين غرة » لا حيلة لنا
ولا ندري من اين ستنزل الضدربة علينا فجاة ‏ اللهم ما لم تكن غير ذلك الا انها كانت
« نحن » ها هنا , على هيئتنا وصورتنا ‎٠‏ وصلنا مفثرق ازقة ‎٠‏ انطلقنا نفتش البيسوثت
المجاورة ‎٠‏ كانت كلها خاوية خواء كارثة مباغتة ‎٠‏ كان ملل متوتر قد بدا يلوح بنا ‎٠‏ تلك
الصرخة الرهيبة لم تتوقف . بل ثحولت الى نواح مكظوم يرتفع بصورة متقطعة » نواح
مبحوح كان قد ثقد القدرة على أن يكون صرخة حادة ؛ وقد اصبح واضحا ان كل شيم
قد انتهى واندثر » ولا شيء ينفع اى يتغير ‎٠‏
باغثنا احد الرجال خارجا علينا فجاة من باب احد الاسوار التي كانت تكيد لنا من
الخلف في صمت » وقد تصور انا كنا قد ابتعدنا ومضينا قدما » فبوغت بنا وقفز ئم
راح يجري في مرتقى الطريق ‎٠‏
« توقف ايها الكلب ! » صرخ به غابي واطلق صلية من الرصاص فوق راسه / الا انه
ققز وانبطح خلف حجر ملقى بجائب السور , ودس راسه بقدر ما سمحت له زحمسة
الارض ‎٠‏
« انهض ! » صصرخ به غابي » « نقول لك انهض , ‎٠‏
قلم يعارض ؛ ونيض ‎٠‏ كان مروها بشدة ‎٠‏ صوب غابي المدفع الرشاش نحوه بدقة وهو
يقول لنا : « يوحي بأنه قذر ! » وضغط على الزناد في الحال واطلق طلقة منفردة » كانت
شد مرت قيد شعرة من فوق رأسه عمدا ‎٠‏ فالتفت الرجل الينا رمد يده وتجمد هكذا » وعنقه
« تعال جاي ! », صرخ به غابي ‎٠‏
حاول الشخص أن يتحرك ‎٠‏ كان واضحا ان لا علاقة البتة بين رجليه وجسمه ‎٠‏ الا ان
رجليه تحركتا من تلقاء نفسيهما » اما الجسم فقد كان مشلولا ‎٠‏ ملامح سحنته كانت
قارغة من دمها ليس الى حد الشحوب » وانما اليرقان والصفرة المخجلة ‎٠‏ وفي النهاية
بلع الرجل , بعد لأي ‎٠‏ ريقه » ثم عاد ومد يديه مذعنا وهى يحاول ان يبتسم ابتسامة
قناع بائس » فى ريما ليقول شيثئا ما » فلم يسعفه صوت من داخله أي صدى ‎٠‏
ب « ها الذي تفعله هنا ؟ » استجوبه غابي ‎٠‏
عاد الرجل وحاول الابتسام بحظ من النجاح لم يكن بأكبر من سابقه ‎٠‏
« يوحي بأنه قذر » , عاد غايبي وكرر مشيرا اليه بايهامةه ‎٠‏
تاريخ
فبراير ١٩٧٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 58936 (1 views)