شؤون فلسطينية : عدد 87-88 (ص 290)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 87-88 (ص 290)
- المحتوى
-
لدلها
كان للرجل فرشاة س شارب رمادي » ولسانه كان يلعق شفثيه ثم يعود ويلعقهما ثانية
كما لى كان وجوده كله قد ترك في هذا اللعق ٠ قرب يديه من صدره وراح يحركهيسا
بدواشس صغيرة يائسة معللة » من دون ان يجد الارضية لنفسه بين ما كان حتى هذه
اللحظة تماما ٠ وبين ما يجري تماها في هذه اللحظة وها هى الان امامنا في صميم
انسحاب الارض من تحته ؛ في استدارة الدولاب تماما ٠
«لماذا يحوم هنا ؟ فالمشاكل لا تاتينا دائما الا من اولئك الذين يحومون هكذا بين
الارجل من امثاله , ٠
اس « لمجرد انه لم يستطع الهرب من هنا » . قال شلومي وهو ينظر حوله يبحث عن شيم
ما بقلق ٠
«ولاذا يهرب ؟ كلا كلا ٠ ثمة شسيء اخر هنا ٠ ائني اعرف هذا الطران ٠ ما كل ذلك
الذي يفعله سوى مسرحية . اذه محتال ! ٠ ٠
« لقد حدثوه : كما يبدى » قصصا شتى عنا انه يكاد يموت خوفا ! اساله ييا
غابي / أسأله ما الخير , ٠
وهنا تدخل مويشي وقال ان ثمة من يطرح الاسئلة . وما علينا الا ان نتركه وشأئه .
وان نستمر اذا كذا نريد ان ننتهي ٠ ثم التفت الى العربي وهي يشير الى الجيب ٠ ولكي
يجذبه الوقوع فخي اي خطاأ , دفعه دفعة ذرية الى داخله ؛ الى حد انه انفرس في جسداره
يتعلق به وهى يطوي نصف جسمه الاعلى داخله » بينما بقيتِ ساقاه وذيل قمبازه وصندله
تتدلى خارجه وهي تتشبط تخبطات مضحكة محزنة على السواء ٠ شدوه . دحرجسوه ,
تدحرج كيس داخل الجيب » وحين اعثدل اكتشفئا ان تلك الحركات السريعة جعلته يصحو
من ذهوله , ويعثر في الاخير على لسانه ٠ وبابتسامة يائسة تلفت نحى غابي , وقد ظنه
رئيسنا » وقال :
« ساقول كل شيء » يا سيدي , ساقول كل شيء ٠٠١ » الا انه لسوء حظه ؛ كان قد
ألم به تشنج هنا وانتابه غثيان فراح يتقيا حوله ٠ وندن نتقافز بعيدا عنه بقرف ٠
ب « جيفة ! » صرخ غابي ٠ ٠ لا بد وان هذا الحقير يضيمر شيئا » ٠
«١ انه الخوف ! » قال شموليك معللا . « انه يلوث كل شيء ,» ٠
كان العربي الذي في الجيب ينحني صاغرا » وهى لا يزال يحاول اخفاء ألامه بابتسامة
اعتذار شاحبة سخيفة ٠ ويمسح نفسه بطرف قمبازه ٠ يتفل ويسعل ويبتسم ويخنق في داخله
شهقات محشرجة ومغصا والما ٠ وكان منزويا كله امتعاضا بقيئه وبخوفه وبببسحمته ,
بالحيف الذي ربما أحدق به , بهيئته هيئة المواطن الفاضل الذي تدحرج في مجرور
قاذورات رمينا له كيسا من الخيش صادفنا » فراح يبذل كل جهده وبحرص مفرط ,
اويا كل شيء داخله ؛: يجفف وينظف ويمسع » وهى يحاول طيلة الوقت ان يهدا , ان
يسيطر على نفسه , لولا ان يديه كانتا ترتجفان فتخوتانه ٠ وفي النهاية خيل اليه انه قد
انتهى فالتفت الينا , يمتدحنا , على ما بدو » الا ان رجفة مفاجئة كانت قد ارجحته فتغير
وجهه للحظة , ثم سرعان ما عاد يبتسم إنا بسمة غبية متشابكة » بسمة معتره ٠
ب « ربما كان مريضا » » قال احدنا ٠ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 87-88
- تاريخ
- فبراير ١٩٧٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39478 (2 views)