شؤون فلسطينية : عدد 87-88 (ص 292)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 87-88 (ص 292)
- المحتوى
-
دض
الشوارع المقفرة ٠ فبدا كل ذلك يفتث اغصابنا ٠ وكان لا بد وان نتخلص منهم » وان
نتمدد في مكان ما ونفكر في اشياء اخرى . ونستريح قليلا ٠ الزقاق المتعرج , اسسوان
الباحات المطينة بالطين المخلوط بالتبن » والمتراصة باعواد القصب المكدسة باطوالهسا
المتفاوتة » والتي كانت تفوح ببقايا من شذى صيف ( هه / صصيف بعيد ) » رائحة القريسة
الرطبة » وضسجيج صمت الخرائب » بدت كلها غريبة وخانقة وتافهة ٠ والى ان تفجر
غضبتا كنا قد وصلنا الى تلك المستديرة الصغيرة في اسفل القرية » حيث كان هناك شابان
من فصسيل اشر يحرسان جمهورا صفيرا كانوا قد جمعوه اثناء عملية التمشيط ٠
« كم قطعة لديكم ؟ » سال احدهما متيجحا بكلمة « قطعة » . وسعيدا بمظهيره ,
مظهر المغتصب الكبير الفظ ٠
« لدينا هؤلاء » » قال يهودا من دون ان ينظر اليهم الا بمقدار ايمساءة السراس
والاشارة بعلبة الكبريت في اتجاههم حين اشحال سيجارته ٠
« انظريا ما اكثرهم ! » قالى الشاب ؛ « فلى انهم قصدوا لاستطاعوا انها/.#شن ا
بالبصاق فقط ٠ انظروا اليهم كيف يتفون !, ٠
كان ذلك الجمهور الصغير الذي يقف بجانب الجدا , بنسائه ورجاله كل على حدة ,
هامدا كسل سمك اخرج من الماء لتوه , ولا يزال يذكر بالبحر ٠ حملقوا الينا بنوع من
التجمد والياس » وبلمحة بارقة مع ذلك من حب الاستطلاع الذي يطل من خلال الرعسب
والذل والياس والدمار » ومن خلال مباغتة الكارثة التي حلت لتوها ٠ كانوا يتصورون ,
على ما يبدى » بان ثمة طلاسم سوف تتضح لهم الان » ويتوقعون حدثا خاصا لا بد وان
يحدث >
ولكن مويشي قال للشابين ان يأخذا هذا الجمهور المنتضر وينقلاه الى مكان التجمع »
وان يخبرا القائمين على الحراسة هناك بأئنا سنتابع التفتيش قبل ان ناتي اليهم . وارسل
الجيب معهما ايضا ٠ وسرعان ما نهض الشابان وهما يصرخان في المعتقلين بحعدة ,
ويلوحان بأيديهما وبندقيتها كراعيي بقر في مراعي فاسباس ؛ متاهبين لان يقمعا ويسدقا
اي تمرد كان » لى لم ينطلق المعتقلون كلهم ويسيروا عند سماع الصيحة الاولى ميا رة ,
محتشدين ؛ متحاشرين باذعان » ودونما اعتراض » ولم تكن الضجة التي اثارها الشابان
الا من أجل ااتفاخر بالبطولة وحسب ٠ تقدم احد الإثنين وانتزع العصا من يد آحدهم ,
عصا كروية الرأس ٠ ثم اكتتف بندقيته » وامسك بالعصا المغتصبة وراج يلوح بها ,
وهو يدفع هذا تارة وذاك تارة اخرى ٠ ويهوي بها على كل باب يصادفه , ويطرق كل
بوابة , متبخترا باتكاء وجيه عليها وهى مفعم بالحبور ٠ ثم انطلق الجيب , أما اولثك
فقد انحنوا بعدئذ في الزقاق المتعرج وغادوا فيه جميعهم ٠
اتجهنا نسير في زقاق متعرج » وما أن انتهينا من التسكع فيه حتى كنا قد خرجنا
من القرية , وانفتحت أمامنا مريجة مخضوضرة , مسيجة بعدد من اشجار الاثل » يليها
سياج لقطصة ارض اخرى محروتة ٠ ويبدى انه كان ثمة بيسدر في الخريف هناء
فشب حبه الوفير المتساقط في ارضه نبتا غزيرا مستوي السطح وكان قدما لم تطاه ,
وزغب الندى الذي كان يتلألا على نصاله المشعوصرة ؛ المفتسلة بالضوء الشمسي
الشفاف , كان يجعل من هذه المريجة المستديرة بركة بهية الخضرة وترفرف أنفاسا عذبة
متناعسة , فخلبنا بمشهدها حتى اننا لم ذنتبه بادىء ذي بدء لمهر كان يقف عذد حدودها - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 87-88
- تاريخ
- فبراير ١٩٧٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 59403 (1 views)