شؤون فلسطينية : عدد 87-88 (ص 301)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 87-88 (ص 301)
المحتوى
لين
ان هذا الصمت لم يكن ليترك اي مجال لمثل هذا الخطا , حتى وان كان يسمع ‎٠‏ في الوقت
الحاضر على الاقل ؛ كما لو كان طنين خلية من الندل » أي ازيز مخلوقات خفية ‎:٠‏ يعلى
ويخفت في ظل الشجرة الكبيرة ‎٠‏ شخص ‎»٠‏ ذى شارب غليظ » كان يجلس في طسسرف
الدائرة ويلف بيديه القرويتين السمراوين وبهدوء » لفافة » جاعلا من حجره ورشة
صغيرة لهذا الغرض ‎٠‏ كان يجمع اوراق التبغ ويقركها ثم يحشوها قي اللفاخة جيسدا
ضاريا عليها من كلا طرفيها : ثم ينهمك بالقداحة الصوانية يستقدحها الى ان اورت له في
النهاية شرارة صغيرة » اوقدها بالنفخ عليها وهى يخفيها بين يديه » ثم اشعل اللفافة
وراح ينفث مستمتعا » دخانا عفنا » مظهرا به فضلات حرية تبقت » واملا بالمستقبل ,
شيء من « يكون خيرا » ؛ والذي يوجد دائما من يذكيه يقوة ارادة هادفة,
سرعان ها يؤمن بها كما لى كانت البداية للخلاص , بل وينقلها الى جيرائه بالايسسان
الخالص ‏ هذه الميزة الجميلة , التي غدت الآن بائسة جدا وساذجة جدا ما دمت ( كما
لى كنت ؛ الاله المذي في السموات ) » تعرف ها لا يعرفه بعد ‎٠‏
والى جانبه ».كان ثمة رجل آخر » يجلس ويخطط باصبعه على الرمل خطوطا متقاطعة
ومتواربة » ومتداورة » ويمرر اصبعه في الطرق الرملية بشرود نفسي ما هى قي الواقع
سوى تركين نفسي آخس ‎٠‏ وليس من الصعب: قراءة اقوال انسان مقهوص. » فيما كان قسد
خطط ‎٠‏
لعل واحدا يقوم من بينهم ويقول : اننا لن نتحرك من هنا , يا ايها القرويون اصمدوا
وكيرنوا رجالا ‎٠‏
تجولت بعيني هنا وهناك ‎٠‏ لم ارتح ‎٠‏ من اين اطل في الوعي بائني هتهم ‎٠‏ وما الذي
بدا يضغط علي كي اعتذر ؟ كان المهدوء الذي يخيم على مشية رفاقي لا يزيدني الا محنة١‏
احقا انهم لا يعرفون ؟ ام انهم يتظاهرون يانهم لا يعرفون ماذا ؟ ولو انني قلت لهم فانهم
لن يصدقوني » ناهيك عن انني لا اعرف حقا ما الذي اقوله » بل ليتني اعرف قول ماالذي
بي 'فقط ‎٠‏ قلق هو الذي بي ‎٠‏ ثمة شيء ينقصني » وسيلة » اتشبث بها ‎٠‏ تشبثت باولئك
ال « مبعوثين في مهمات معادية » الامجاد , المذكورين في امر القتال ‎٠‏ استعرضت
امام ناظري كل تلك المصائب والمآسي التي جرها العرب عليثا ‎٠‏ رددت اسماء الخليل
وصفد وبشر طوبيا وخولدا ‎٠‏ تشبثت بالضرورة » وهي ضرورة مؤقتة » ستنتفي مع الايام
هي الاخرى ؛ عندما يستتب كل شيء ‎٠‏ فعدت وتاملت ذلك الجمع الهامس هنا على قدمي,
همسة خافتة » بريئة وحزينة ‏ ولم ارتح ‎٠‏ تمنيت لى ان شيئا مسا يحدث فيمسكني
ويقذفني بعيدا عن كل ذلك فلا ارى كيف سيكون ‎٠‏
وقي هذه اللحظة بالذات طلب الي مويشي ان اعتلي الجيب مع عامل اللاسلكي » ومع
شلومو ويهودا . كي نخرج ونستطلع المنطقة ‎٠‏ من السهل فهم كيف ائني انطلقت وكيف
اننا ابتعدنا'عن مكاننا ( والعيون كلها ترافق ما نفعله ) يسرعة واندفاع على الرغم
من الازقة والمنحنيات ‎٠‏ خربة خزعة القذرة هذه ‎٠‏ هذه الحرب ‎٠‏ وكل الاشيام ‎+٠‏
تسلقئا سفح تلة , لم تر حتى في احلامها شيئا سيارا فوقها » بمغامرة مدوخة ؛ بينما
كان المنحدر يفلت من تحت العجلات ؛ التي كانت تعود وتتشيث بحصاه المنزلق في اللحظة
نفسها التي كان فيها الجيب ينطلق ويندفع كطرف العين » ويتقد بكامل قوته » وبرغبة
تياهة الادراك بالعثقوان للصراع . وصل الجيب الى قمة التل بسرعة » حيث اخذنا هناك
مكانا لنا نشرف منه على البراري في الجائب الآخن ‎٠‏
تاريخ
فبراير ١٩٧٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 58938 (1 views)