شؤون فلسطينية : عدد 87-88 (ص 308)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 87-88 (ص 308)
المحتوى
لملا
أما شلومي فقد كان يواصل الخط الذي بدا : « فعندما تذهب الى مكان ما تكون فيه
انت الاخر معرضا للموت ه هذا شيء » وعندما تذهب الى مكان يكون الاخرون فيه فقط
معرضين للموت ‎٠‏ وما عليك الا ان تشاهدهم اثناء ذلك فهذا شيء اخر تماما » هذا ما
افكر به » ‎٠‏
« انت أيضا ! » صرخ يهودا . ‎«٠‏ لا تفكر اكش مما ينبغي ‎٠‏ وما دمت الى هذا الحد
كذلك ؛ فانك تستطيع الذهاب معهم سوية , الى حيث يذهبون ؛ اذا كنت الى هذا اللحسد
كذلك ‎٠.١!‏
ب « لا تصرخ به » ؛ صيرخ به شلومو ؛ ‎«٠‏ فائني لن اساألك الى اين اذهب » ,/ قال ذلك
واستدار مبتعدا ‎٠‏
‎«١‏ متاثرون ! » قال يهودا للعالم بأسره وليس لشخص محدد ما « ‎١‏ كنت أود لى اني
ارا هم والعرب يحتلون قرية- هم ! »
م« ولهذا بالذات » 2 شرعت قائلا ‎٠‏
‏« ما الذي بالذات ! ان احدا لم يطلب اليهم ان يبداوا هذه الحروب وهذي المشاكل ‎٠‏
‏الاثقياء الكبار ‎٠‏ لقد سفكنا الكثير من دمنا لاجلهم ! هؤلاء الرحل ! قلياكلوا ما طبخوا
بانفسهم ! » 1
‏رأينا امراة تمر حينئذ في جماعة من ثلاث اربع نساء اخريات ‎٠‏ كانت تمسك يد طفل
يقارب السابعة ‎٠‏ كان بها شيء خاص ‎٠‏ كانت تبدي حازمة , متمالكة , صلبة بحزنها ‎٠‏
‏كانت الدموع تنهمر على وجنتيها وكائها ليست دموعها ؛ والطفل ينشج يما يشبه « ماذا
قعلتم منا » مزموم الشفتين ‎٠‏ وبدا لوهلة انها الوحيدة التي تدرك ما الذي يحدث بالضبط
هنا , الى الحد الذي شعرت فيه بالخجل امامها ؛ ففخيضت الطرف ‎٠‏ كان ذلك وكائته
صرخة تستغيث من خلال خطوها ‎٠‏ اشبه ما تكون ‎«١‏ والملعوئون » أكره ‎٠‏ رأينا كيف انها
كانت اسمى من أن تعيرنا ولو ذرة من الانتباه ‎٠‏ ادركنا انها ام لبؤة , رأينا كيف ان
تجهم التمالك للنقس وارادة التحمل يزيد من قسمات وجيها صلابة ‎٠‏ فكيف بها الان ,
وعالمها كان قد باد لقد ابت الانكسار امامتا » ومتعاليان بالامهما واحزائهنا على
وجودنا ‏ الخسيس الآثم ‏ مرا يواصلان طريقهما » وفي خلد الطفل راينا كذلك ذلك
الشيء الذي كان يدور » والذي لا يمكن ان يكون حين يكبر الا حية سامة , ذلكم هو
الذي الان بكاء طفل قاصر ‎٠‏
‏تكشف لي كالبرق شيء فجاة ‎٠‏ كل شيء دفعة واحدة كما لى كان يبدى مغاير| , بل 'على
اصع : المثقى » ها هى ذا المنفى ‎٠‏ هكذا هو المتفى ‎٠‏ هكذا يبدى المثفى ‎٠‏
‏لم استطع البقاء في دوطئي ‎٠‏ مكاني لم يعد يحملني ‎٠‏ انطلقت ودرت الى الجائب
‏الاخر ‎٠‏ كان العمي يجلسون هناك ‎٠‏ اسرعت اتجنبهم ‎٠‏ عثرت الثفرة ؛ وخرجت |
تجنبهم
‏القسيمة المسيجة بالصبار ‎٠‏ كانت الاشياء تتكدس في داخلي ‎٠‏
‏لم اكن في المهجر مرة ‏ حدثت نفسي - لم اعرف ولو مرة كيف يكون ‎٠١‏ ولكثهسم
حدثوني » قصوا علي , علموني , ثم عادوا ولقنوني في كل زاوية » في الكتاب » فسي
الصحيفة » وفي كل مكان : المنفي ‎٠‏ عزفوا على كل اوتاري ‎٠‏ س.خط شعبنا على العالم :
المنفى ! لقد كان في » كما يبدى ومع حليب امي ‎٠‏ ما الذي فعلناه هنا اليوم 6+
تاريخ
فبراير ١٩٧٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 58938 (1 views)