شؤون فلسطينية : عدد 87-88 (ص 310)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 87-88 (ص 310)
- المحتوى
-
5٠
الشمس قد فصلت منها ظلالا ساكنة خلفها , غارقة في التامل , تعرف اكش مما نعرف
نحن ٠ وترقب صمت القرية ؛ ذلك الصمت الذي كان يتواصل اكثر فأكثر . فخلق جسوا
خاصا به وحده ٠ راقع اطلال » آلام حزن قراق لبيث خاو ؛ لشاحلىء مققر يضربه الموج
تلو الموج والافق فراغ , ونقس السكون الغريب لجثمان ميت ٠ ولم لا ؟ن لا شيء : يوم
واحد غير مريح فقط » وجذورنا تضرب من بعده هنا لايام مديدة ٠ كما الشجرة على غدين
مساء ٠ أجل ٠ وغي المقابل , المجرمون ٠٠٠ ولكنهم هؤلاء هم هناك في الشاحنات الان
ولن يكونوا » وفي الحال ٠ سوى صفحة قد انتهت وانطوت ٠ بالتاكيد ٠ اليست هي من
حقنا ؟ أولم نحتلها ؟ ٠
شعرت انني على شفير هاوية ٠ نجحت في السيطرة على نفسي ٠ كانت اعماقي كلهسا
تصرخ ٠ مستوطنون مغتصبون ؛ صدرخت من اعماقي ٠ كذب » صرخث ٠ خربة خزعة
ليست لنا ؛ لم يمنحنا الشبانداى اي حق قط ٠ ها ها . صرخت اعماقي ٠ ها الذي لم
يرووه لنا عن المهاجرين وعن نجاتهم وانقاذهم ٠٠١ مهاجرونا بالطيع ٠ أما هؤلاء الذين
نهجرهم نحن فهذا موضوع اخر البتة ٠ انتظر ؛ الفا عام من المنفى ٠ ماذا لا ٠ يقثلون
اليهرد ٠ اوروبا ٠ نون الاسياد الان ٠
أحقا ان جدران هذه القرية سوف لن تصرخ في أذان اولئك الذين سيسكنونها ؟ أحقا
ان كل تلك المشاهد , الصرخات التي صرخت والتي لم تصرخ ٠ البراءة المروعة لقطيع
منصعق » اذعان الضحفاء ؛ وبطولتهم ؛ البطولة الوحيدة للضعقاء ؛ الذين لا يعرفون ما
سيفعلون ولا هم بالقادرين ان يفعلوا ؛ الضعفاء المخرسون أحقا انها لن تملا الهواء
هنا بفيض من الاشباح والاصوات والنظرات ؟:
اردت ان افعل شيئا ٠ عرفت انني لن اصرخ ٠ لماذا / الى الجحيم ؛ انا المتاثر الوحيد
هنا ٠ من اي حلون جبلت ؟ لقد تورطت هذه المرة ٠ كأن ثمة شيء متمرد في , يفجر كل
شيم ٠ من ذا الذي اخاطبه فيسمعني ٠ انهم سيسخرون مني وحسب ٠ كان في انهيار
صاعق ٠ كان لدي وهي واحد كمسمار مثبت ٠ بأئه لا يمكنني التسليم بشيء . ما دامث
تتلالا دموع طفل باك يسير مع امه المتمالكة لنفسها بغضدب دموع صامتة , ويخرج الى
المنفى » حاملا معه صيحة ظلم ؛ وصرخة لا يمكن ان لا يكون في العالم ثمة من يلتقطها
في الوقت المناسب 4قلت اذ ذاك لمريشي : « ليس لنا » يا مويشي » اي حق في أخراجهم
من هنا ! » » ولم ارد لصوتي أن يرتعد ٠
واما دويشي فقد قال لي : ٠ ثائية ؛ أتبدا ثانية ! ,
فعرفت ان لا فائدة فيما اقول ٠
وأسقت , أسفا حثى الاختناق ٠
كانت الشاحنة الاولى » لم اعرف متى » قد تحركت وراحت تصعد الطريق الترابسي
الكبير ٠ ( لى ائذي استطيع الذهاب اليهم الواحد تلى الاخر واسر اليهم : عودوا / عودوا
الليلة » فذدن ذاهبون من هنا حالا » وستظل القرية فارغة عودوا ٠ لا تتركوا القرية
خالية ! ) ٠ وحالا تحركت الشاحنة الثانية » شاحنة النساء , اللواتي كن يزركشن
الشاحنة بزرقة ثباءهم وابيضاض المناديل » ومندبة واحدة تمباعدت هناك » واندكست
بعويل الش.احنة الثقيلة التي كانت قد اصطكت وتشيثت بالطريق الموجل في الرمل الرطب ٠
( اما العمي فلا بد وينسونهم هنا على قارعة الطريق ) ٠ لقد كان الوقت اصيلا ٠ وعلى - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 87-88
- تاريخ
- فبراير ١٩٧٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 59403 (1 views)