شؤون فلسطينية : عدد 87-88 (ص 313)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 87-88 (ص 313)
المحتوى
71
وما يعطي للانسان اللبناني ثباته : الجغرافيا الفريدة وموقع لبنان الجغرافي الذي هياته
العوامل الداخلية والخارجية « ليكون وطنا لا كالاوطان » ‎٠‏ ان الجغرافيا والتاريخ
يمتزجان في الايديولوجية اللبنانية لدرجة ان القصل بينهما يصبح مستحيلا ‎٠‏ ومن امتزاجهما
هذا تنبثق الروح اللبنانية المحددة باختلافها عن اي من النزعات الاخرى عند الشعوب ‎٠‏
« هذا الجبل الذي يشكل ملاذا للاقليات المضطهدة » على حد تعبير شيحا , كان لا بد له
ان يجدد ناسه باسثمرار ‎٠‏ والطوائف التي ثاتي تلوذ يه هربا من الخوف والاضطهاد . هي
بطبيعة الحال , بحسب منطق شيحا ؛ اقليات طائفية هربت من جور الاكثرية في بلدانها »
لهذا » حين يقصد لبنان اللائذون به » فانما يقصدون بقعة جغرافية من الارض » ليسسس
للطفيان الاكثري وجود فيها ‎٠‏ أن لبنان » عند شيحا ‎٠‏ يتشكل من مجموعة من الاقليسات
.يحكمها الولاء الى اللملاث ‎٠‏ ومن هذه الاقليات تنبثق صيغة من العيش والتبادل الثقافي
والحرية ‎٠‏
ولكن قد يسال السائل , كيف يستطيع لبنان أن يحتفظ بقيمه ومثله الخاصة المميزة له وهى
لا يدين بالولاء لشعب ثابت على ارده ؟ ‎٠‏ قد يأتي الجواب على هذا السؤال من اطروحات
شيحا التي تحاول التمييز بين لبنان والاوطان والامم الاخرى ‎٠‏ أن للجخرافيا اللبنانية
الفريدة روحا خاصة تحدد العادات والعلاقات والنوازع الانسانية الطبيعية واشكال الوعي
والقيم » هذا على صعيد الجغرافيا ‎٠‏ اما على صعيد الاجتماع البشري » فتبدي تجربة
الاتليات المضطهدة في العيش عاملا على انشاء صيفة ديمقراطية هو جرهر العلاقات
الاجتماعية بين الطوائف ‎٠‏ وليس ادل على هذا التلازم بون الجغرافيا وصيغة التعايش من
كتابات يوسف السودا الذي يقول في كتابه « تاريخ لبنان الحضاري » : « لقد هياته
الجيولوجية الفريدة لان يكون مركن التقاء الشعوب المظلومة المتعطشة الى الحرية بعيدا عن
مرمى سهام البطش والاستيداد » *
تلك الصيفة , التي تشكل الخيط الناظم للاطروحات الاجتماعية كلها عند المنظرين
اللبنانيين , تصيع , حين النظر الى اسفل ‎٠‏ الى العلاقات الاجتماعية بين اللبنائيين » حلما
يتفتت ‎٠‏ في قرارة الذين يعتقدون بها ‎٠‏ تبقى الصيغة السحرية تعبيرأ عن حنين الى وطن هو
كالاوطان ‎٠‏ اذ ان الجوانب التشريعية من الايديولوجية اللبنانية » انبنت على الخوقف من
مضاعفات العلاقة بين الطوائف ‎٠‏ في السحر ؛ تبدى الطوائف صانعة للحرية » وفي الواقع
والتشريع .يبدى الخوف من الانفجار ملازما لصيرورة التعايش ‎٠‏ هكذا استطاع الدستور
اللبناني ان يبتكر تمثيلا سياسيا ينبع من الرغبة في المحافظة على كيانات الطوائف والخوف
من صراعيها في ما بينها في آن معا ‎٠‏ وهكذا يصبح لبنان الملاذ لبنان النزاع حين التظر
الى اسفل ‎٠‏
هذا الواقع المرسوم بدءا من الخوف يشكل حالة ماساوية عند الكثير ممن يعلنون الولاء
للبنان الصيفة ‎٠‏ خاصة عند اولئك المتمسكين بالحلم التاريخي الذي يعطي لبنان دورا
وشرعية وجود + عند من يجدون ضرورة في انكفاء' لبنان عن محيطه الجغرافي والبشري ‎٠‏
‏ان الايديولوجيا الي صاغها شيحا والسودا بما يشبه الشعر ‎٠‏ تصبح الملاذ النفسي الذي
يتطلب الوصول اليه شكلا من الاعلاء والارتفاع عما يجري على الارض ‎٠‏ ويلاحظ مسن
الكتابات التي صدرت في فترة الحرب , سواء تلك التي صدرت عن الاحزاب اليمينية اى عن
المؤرخين والمفكرين اليمينيين ‎٠‏ ان هناك ترددا كبيرا بين سحر الصيغة اللبنائية وييسسن
الاقرار بعجزها في آن معا ‎٠‏ وفي نداء الشيخ بيار الجميل الى اللبناتيين الذي اصدرتسه
تاريخ
فبراير ١٩٧٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39478 (2 views)