شؤون فلسطينية : عدد 87-88 (ص 318)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 87-88 (ص 318)
المحتوى
18
طبيعته وتجعله يشكك بمنطلقاته » الا على مستوى الاندماج الشخصي كما لاحظنا في الحرب
الاخيرة » حيث « اضطر » الشباعن الى الانخراط بالعمل الشياسي » دون ان يجد وسيلة ,
رغم المحاولات » لتفتيت القيم الكبيرة الى اجزاء تصب في ضرورات الوظيقة السياسية ‎٠‏
هكذا كان سعيد عقل في الحرب « ملهما »ءى « موحيا » ولم يكن قائدا سياسيا ' وحين
كان يخاطب مقاتليه انما كان يحاول ان يبعث فيهم الروح الكامنة قيهم ويدعوهم الى السمى
سواء في المحبة او الحقد ‎٠‏
صحيح أن « الملهم » لم يتخل عن اي من آرائه حول الابداع والنخبة ابان فترة الحرب:
لكنه اقترب من العامة . بحكم انخراطه السياسي ‎٠»‏ اقترابا احدث بعض الخلل في نظريته
حول « خطر العامة على أصحاب التعاليم الرفيعة » ‎٠‏ ما يبرر هذا الخلل الجزئي : نبل
المناسبة , فالحرب هي لحظة ابداع , اى لحظة صراع بين قوى مطلقة الحنفوان واخسرى
مطلقة الهوان » « بين جبايرة واقزام » ‎٠‏ لهذا رأى الشاعر ان القوى التي يؤيدها انما
تحاول ‎٠‏ مرحليا » ان تنصرف عن تفاهة العامة وتنخرط كيانيا بالمطلق ‎٠‏
الكلام ذاته الذي قاله سعيد عقل في العام 1504 حول النخبة » يعود شارل مالك ريؤكده
في العام 1917 ‎٠‏ المثقف اذن , يعيش في القمم مع اهل القمم , ويملك من مقاييسه
المستقلة ؛ المستمدة من اهل القمم انفسهم ؛ القدرة على تعيين ما هي القمم ومن اهلوهاء0
هذا الكلام قاله شارل مالك في معرض تقديمه « لقصدر الثقافة » » المؤإسسة الثقافيية
الاكثر « رفعة » بين المؤسسات التي ابتكرها سياسيق « الجبهة اللبنانية , ‎٠‏
واذ! كان سعيد عقل يعبر في كلامه عن النخبة عن مفهوم للثقافة فانه ينطلق في
كلامه من وهم ايديولوجي غير موعى تماما » وغير آبه بشكل كلي الى وظيفة هذا الكلام
ودوره على الصعيد السياسي ‎٠‏ أن سعيد عقل منسجم في كلامه هذا مع تصوره للانسان
اللخارق ؛ المطلق القدرة ؛ الكلي القيم » ومن الطبيعي ؛ انطلاقا من هذا التصور » أن يكرن
للنخبة المختزئة بعقلها للمطلقات جميعا » هذا الامتيان الذي يجعلها تشكل صنفا خاصا من
البشن ‎٠‏
هذا الفهم لطبيعة المثقف , الذي يعزل المثقفين « طبقة » متميزة احلا عن سائر الطبقات
الاجتماعية » يفترض نوعا من النبوة اى الرسولية , المثقف اكش التصاقا بما يلهم , لانه
استطاع ان يتمثل مجموعة القيم التي لا يمكن تمثلها الا بالارتقاء فوق مستوى العلاقات
البشرية اليومية ‎٠‏ انه « يعيش في القمم » كما يقول شارل مالك , وبالتالي , فانه يعيش
في القيم مع أهل القيم ‎٠‏ وقد يكون هذا التصور للمثقف اى المبدع قديما قدم الاتجاهات
المثالية ‎٠‏ ولكن المثاليين في الخارج استطاهوا ان ينفذوا الى اكش الامور دقة وبقيت
المثالية بالنسبة اليهم خلفية ثابتة لا تحضر في النصوص الا بما يقتضيه التلحيل المتقصي
لامالهم ونصوصهم ‎٠‏ ولكن عند سعيد عقل وشارل مالك ومجموعة الثاليين اللبنانيين لم
تتفرع المثالية الى موضوعات تفصيلية » بل بقيت المخاطبة عندهم ء أى بقيت اعمالهم ,
تستمد من المثال المطلق نفسه ‎٠‏ اذ برأيهم . ان المطلق لا يتسوزع في العلاقات البومبة
والاحداث , بل يحضر فقط في عليائه » واية محاولة لتفتيت هذه العلياء في موضوعات
راهنة تكسر القدسية التي تتدلى بها العلياء ويتمتع بها المذقف ‎٠‏
هذا الموقف من الثقافة يحضر في الاعمال الثقافية التي تنتج ؛ ويتسرب الى عناصر
القصيدة عند سعيد عقل , بدءا بالمضمون النبيل وصولا الى الشكل الذي يماثله نبلا ‎٠‏
تاريخ
فبراير ١٩٧٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 59403 (1 views)