شؤون فلسطينية : عدد 87-88 (ص 326)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 87-88 (ص 326)
- المحتوى
-
درا
لبنان الجمال والنبل الى لبنان الدم تقع تبدلات تطرا على الثقافة الانعزالية ٠ وكل مرحلة
من المراحل المتعاقبة على هذه الثقافة يتشكل مفهوم ثقافي للبنان يتحدد بعلاقاته السياسية
وصراعاته وسلمه ٠ يوئس الابن في كلامه الى الاخوة بين اللبئانيين وعلى وحدة الهدف
والمصير التي تجمعهم يستقر في مرحلة من مراحل تطور الوعي اللبناني للبنان » رغم انه
يعلن انتماءه لفئة منهم على الصعيد العملي 0
يشكل مصطفى جحا حالة فريدة في الكتابات الانعزالية , انه واخد الى المناطق الانعزالية
طوعا ٠ والاهمية التي منحته اياها جريدة العمل تنبع من هذا المنطلق ٠ حاولت جريدة
العمل التعريف به . بائه « الهارب من جور الارهاب الفلسطيني » ٠
وكتابات مصطفى جحا تختلف نوهيا عن الكثابات الاخري ٠ انه يميل يوميا الى تقرير
الواقع السياسي المتبدل » وهي ٠ في كتاباته يكتقي بالرسائل يبعكها الى اهله واعدائه
و « المحتلين ارضه » ٠ ولم تستطع جريدة العمل ان تدرجه في سياق الادباء والفنانيسن
الذين حملوا قضيتها في الحرب ٠ بقيت كتاباته دون تاريخ » بقيت قولا سياسيا ليس له
ما يؤهله في التراث الانعزالي المستمر مئذ الكتابات الاولى حول لبنان ٠ لهذا اكتفىي
مصطفى جها بكونه حالة خاصة تمتعت بحق اللجوء الادبي دون ان يعطيه اللجوء ملامح
٠ الامة » التي انتمى اليها ٠
وقد يحتج الكثيرون عند قراءة هذه الصفحات على النماذج السيئة التي تم اختيارها ٠
وقد يقال » ان مصءطفى جحا مثلا لا يجوز تناوله بالنقد لانه لا يستحق حتى ذكر الاسم ,
وكذلك الامر بالنسبة للكثير من النصوص والادباء الذين تم التعرض لهم ٠
الاجابة على هذا الاحتجاج تكمن في الادب الانعزالي نفسه ٠ اذ الانعزالية والفاشية لا
تحاولان الفن ٠ بل تحاولان في الكتابات التي تصدس عنيما الدعاية والتعبئة » يريدان ان
يكون الادب ذا فائدة فحسب ٠ وقد تم تناول الادب الانعزالي في هذه المقالة باعتباره تعبيرا
عن هذه الحالة ٠ انه رديء في معظمه ولا يستحق حتى القراءة ٠ ولكنه , رغم رداءته ,
يقول الكثير ٠ ويصل الى الاسس التثقيفية التي عبا بها القادة الحسكريون مسلحيهيم
المستنفرين ابسدا ٠
لهذا تكون دراسة الكتابات تلك تتسم بالمنهى الاجتماعي , لانها تقدم مفاتيح للفهم ,
دون أن تطمح الى أن تشكل اضافة ٠
0
لقد رحل الادب الانعزالي بقترة قصيرة الى طروحات الادب الفاشي وموضوعاته ٠ اذ
ان الموضوعات الثي تكلم عنها الشعراء الانعزاليون هي ذاتها التي تناولها الفاشيون ٠
وكذلك طبيعة العلاقات الخاصة التي تحكم الفن تجدها متشابهة في الادبين ٠ لقد استطاع
الانعزاليون ان يصلوا الى هما قاله هتلر وموسوليني وزيغلر وغيرهم ٠ ولدى متابنبة
النصائح التي اسداها كل من هؤلاء الى الادباء » نجد ان النصائح نفسها تم الاستفادة
منها في أدب حرب السنتين ٠ العلاقة بالارض والوطن والموت والدم والغريب المغتصب هي
ذاتها في الادبين ٠
هذا يدفعنا الى الاستنتاج ان الائبثاق الاخير للايديولوجية اللبنانية كمن في تلاقيها مع
الفاشية ٠ ويبدى ذلك طبيعيا » لان في الانعزال الذي يقوم على سحر الطبيعة وخصوصدية
العرق والحلم الذي لا يتحقق الا عبر القيم الفامضة ٠ في هذه العناصر تكمن فاشية
مؤجلة » لا تلبث ان تتحقق وتكتملٍ حين « يتهدد الوطن » وتتطلب الارض الدم ٠ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 87-88
- تاريخ
- فبراير ١٩٧٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Not viewed