شؤون فلسطينية : عدد 87-88 (ص 333)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 87-88 (ص 333)
- المحتوى
-
انفرض
والطقس وفي آخر سطر من الرسالة يقول باستحياء : « ابعث بتحية ايضا الى زوجئي
جميلة » لا ٠١ مثل هذا الزوج لن يكون سيد قلبها الحر الابي , لا , ليست له هذه الاغاني
التي تطلقها في السهب كالغيوم الحليبية , وهكذا التقت بدائيار الجندي الجريح العائد
من الجبهة » الصامت ؛ الحالم , الهزيل كعود من القصب , ولكنه يملك ذلك القلب الذي
يستطيع ان يحتضن العالم » وتلك الصلاية الروحية .التي جعلته يتحدى شرطه الانساني في
حادث المحطة , وهام دائيار بجميلة » ولكنه اخفى بين ضبلوعه حبه المستحيل ٠ وذات يوم
وهما عدائدان من تسليم الحبوب » فاض الحب في قلبه فاخن هذا الصامت الابدي » هذا
الخجول المتوحد يغني ٠ 1
يقول راوي القصة « في هذه الاغنية تكاد لا توجد كلمات فهي تفتح النفس الانسانية
بدون كلمات ؛ ولم اسمع مطلقا لا قبل هذه الاغنية ولا بعدها اغنية ششبيهة بها : فهي ما
كانت تشبه الاغنيات الكازاخية ولا القرغيزية , انما بها شيء من هذه وتلك ٠ وموسيقى
دائيار كانت تحمل في نفسها احسن الحان هذين الشعبين الاخوين وتفرغهما في اغنيسة
واحدة فريدة «فكانت تلك الاغنية اغنية الجبال والسهوب ؛ وهي ترتفع احيانا عالية مثل
جبال القرغيز , واحيانا تسير سهلة دون حاجن مثل سهب كازاخي , كيف كان دائيار غنيا
بالالحان الى هذه الدرجة ؟ ماذا حدث له ؟ ٠0 وفجاة بدا لي كل شيء مفهوما ٠٠ لقد كان
رجلا عاشقا ليس للانسان فدسب » وائما للحياة والارض كلها » ٠
وفتح غناء دانيان امام جميلة كل العالم الارضي بجماله وقلقه » وكانت عندما تصغي
اليه تحس برغبة الى ان تلقي بنفسها الى الارض وتعاذقها ٠ لقد شعرت بشيه جديه لا
يقهر » وهى ضرورة الاعراب عن نفسها , واشراك الآخرين بفكرها وشعورها ٠ وهكذا للقي
هذا القلب الحر الابي نده الرائع , وهكذا تركا كل شيء وانطلقا معا في ارض اللسسسه
الواسعة يحدوهما هذا الحب المتألق وينير امامهما طريق المستقبل ٠
القصة لا تلخص ؛ فليست جميلة ودانيار وحدهما بطليها » كل شخصية اخرى تتوهج
بالحياة ؛ الطبيعة بجلالها تندغم بالصراع الانساني كبطل وليس كاطار مكاني اى زماني ٠
الايقاع يدون بشكل كوني , اذا صع التعبير » وهذه سمة شولوخوف ايضنا , ولكنها هنا
مع شاعرية شرقية تاسسر القلب ٠٠٠ يقول الكاتب الفرنسي اندريه فزرمسير « من يقرأ
أيتماتوف لن تبقى في ذاكرته عينا جميلة السوداوان وضفائرها النزقة فقط , ولا اغانسي
دانيار التي تعتصر القلب , ولكنه سيتذكر طويلا كذلك » الحقول والسهول الشاسعة ,
والسيل الهاس » والعريات المدملة بالحبوب وهي فيطريقها الى البيدر او الى المخطات ,
وسيتذكر كذلك عاصفة أب الليلية » ٠ لا يمكن الا للواقعية ان تضم مثل هذا الشسول
الفريد , هذه الشخصية التي تستيقظ من اعباء القرون الخامدة تحدوها الحماسة الى
تحطيم كل الحواجن في طريقها ٠ تذكرنا ببعض سمات الدراما الاغريقية والشكسبيرية »
وداتيار يذكرنا , وبالحاح ٠ بملامج ابطال بايرون » ولكن جميلة لم تكن ؛ مع ذلك افضل
روايات ايتماتوف » لقد كان يعد نفسه لآفاق اوسع عبر اروع تعبير في روايته العظيسة
« وداعا يا غرلساري » ٠
0
قصته الثائية المهمة « شجيرتي في منديل احمر ٠ اثرت تأثيرا كبيرا على الجيل
الشاب ٠٠ ان بطل هذه القصة بائس بحد ذاته ٠١ تجرفه الميول الاثانية واثبات السذات - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 87-88
- تاريخ
- فبراير ١٩٧٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39479 (2 views)