شؤون فلسطينية : عدد 87-88 (ص 336)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 87-88 (ص 336)
- المحتوى
-
كرض
وفي المحطة اخذ القطار يتحرك ٠
- وداعا يا التيناي وداعا يا نوري ٠٠ تعلمي ٠٠ تعلمي ٠
وداعا يا معلم ٠٠ وداعا يا معلمي العزيز ٠
واتدفع القطار واندفع معه ديوشين يصيح صيحته الاخيرة :
- التيناي التينا ٠00 ي ٠
صاح وكانه نسي ان يقول لها شيثا مهما جدا » رغم انه كان يعرف أن الاوان قد فات١.
وما زالت تلك الصرخة الصادرة من صميم القلب » من اعماق الروج ؛ تدقع التيئاي في
دراستها حتى اصبحت اكاديمية ٠
ولم يلتقيا بعد ابدا ٠
بدا ايتمانوف في المعلم الاول اكثر غوصا في اعماق النفس البشرية ٠ واكتسيت لفته
غني وتلونا » واكثر استخدامه للمونولوج الداخلي الهامس وكاثه يسر للقارىء بسر
شخصي ؛ وطرح بعض الاستطرادات التي كان يلجا اليها في قصصه الاولى محافظا على
الخط الدرامي » متلاعبا بالزمن في قوة واقتدان ٠
0
في روايته الخامسة , ارض الام » يصل تصوير فجيعة ام فقدت اولادها وزوجها فسي
الحرب الى شمولية غنائية تتجاوز الزمان والمكان » ان تولغوناي الفلاحة القرغيزية العمجون
لم تتحطم ولم تنحن انها راحيل التي بكت اولادها وترفض ان تتعزى ؛ ولكنها راحيل
الحديثة التي وعت الاسباب » والتي تثور فيها قوة عجيبة , قوة محاربة الشر , تداافسع
بحبها وحزنها عن حق نساء العالم كلهن بان يكن امهات سعيدات ٠
قمة المأساة في هذه الرواية هى ذلك المشهد عندما تنتظر تولغوتاي ابئها المحبوب
« ماسالبيك » القادم من سيبيريا في طريقه الى الجبهة في قطار عسكري , فبعد ما يقاربٌ
يوما كاملا من الانتظار على الرصيف تسمع الام صوت. ابنها من قطار مر امام المحطة وهو
يصرخ « ماما , ٠
ماسالبيك قريب جدا ٠ نفشت الريع شعره ٠ واطراف معطفه تضرب كاجنحة الطلير :
وعلى وجهه وفي عيونه فرج وحرقة واسف ووداع » ٠ لقد ذهب ابنها الذي لن يعود امسا
تولغوناي فقد ودعته بان ضمت القضبان الحديدية الباردة ٠
وتتوجه تولغوناي الى الحقل الحبيب ؛ الى الارض المرضعة :
« قولي لي » ايتها الارض الحبيبة » متى » وفي اية ازمان قاست الام وتعذزبت
هذا ؟
- لست ادري يا تولغوناي ب هذه هي الحرب التي لم يعرف العالم في عصرك مثيلا لها١
- اذن فلاكن انا آخر ام تنتظر ابنها هكذا , لا قدس الله ان يضم احد القضبان الحديدية
وان يضرب راسه بالعوارض الخشبية » ٠ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 87-88
- تاريخ
- فبراير ١٩٧٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 59403 (1 views)