شؤون فلسطينية : عدد 87-88 (ص 338)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 87-88 (ص 338)
- المحتوى
-
إيايضنا
الحياة الحقيقية التي نشدوها طيلة هذا الوقت , والتي من اجلها انتصروا واستشهسدوا
في الحرب ٠٠ ولكنه اتضح ان تاناباي كان مستعجلا » مستعجلا جدا » ٠
استقبله صديقه القديم تشورى رئيس الكولخون الشيوعي القديم والطيب والمريض بالقلب
٠٠ حسنا ٠٠ الآن انت تعمل بالحدادة » تطرق الحديد كل يوم ٠٠ هذا عمل طيب ٠٠ولكن
الشيوخ الرعاة في الجبال يتجمدون من البرد ويقولون : حسنا لقد انتصرنا , وعاد الجنود
فاين هم لرعي القطعان ٠٠ لا احد يا صديقي يريد الذهاب , وانث طليعي , فاقبل العمل
في رعي الخيول ٠ وعند ذلك لن يتملص الشبان من الذهاب ٠
وذهب تاناباي الى الجبال ؛ لا ماوى للخيول » سوى وهدة شيه محمية من العواصف ٠٠
لا علف كافيا ٠٠ وعاش في الخيمة المثقوبة التي ترقعها زوجته كل يوم مع ابنائه » وهناك
التقى بالمعادل الرمزي لحياته الجسور ؛: وهو الحصان الرهوان « غولساري » ٠ ليسهناك
بحدود قراءاتي » وحتى عند شولوخوف ؛ وصف للحصان بمثل هذه الروعة » التجربة
الطويلة والحب العارم ساعداه هنا , انه لكي يصف الكاتب حصانا بكل هذه الحميميسة
والدقة والغنى يجب ان يصاحبه كالبدوي اي الفارس » ولكنه يجب ان يكون حصانا حقا
ورهوانا ايضا ؛ ليفكر كما فكر « غولساري » وليشعس كما شعر « انه لم يسمع قط عسواء
الذئب , واستشعر كيف تجمد كل شيء في نفسه , في لحظة , وتخثر , وتخشب من فرط
رعبه كما لو ان شبحا ما انبطح في الظلمة على الثلج , ٠
« وهيمن الرعب على الحصان ١ فشب مرة الخرى » واخرى ٠ كانت انشمس تلوح مرة
بعد اخرى في عينيه على نحى مضدجر مزعج ؛ منشالة من دواش حارة ٠٠ لم تعد تصهل
وتقفن وتتوائب في الجبال » بل جعلت الجبال » والارض ؛ والناس تهوى منتكسة علي
ظهورها , وما عتم ان اغلق العيذين +رهة فراغ اسود مرعب , ما ليث الحصان ان انهد
يدقه بقائمتيه الاماميتين » ٠
ان مشاهد ترويض «١ غولساري ٠» و «١ السباق » ولعبة « المان بايغا » وهي صراع بين
الفرسان على اقتناص عنن مذبوحة ٠٠ لمن اروع مشاهد الادب » بما فيها من نضارة وفتوة
وتلوين وحس ؛ ولقد أطلق ايتماتوف اللغة من عقالها كما اطلق « غولساري » فاخذت
تخط طريقها بين الريح والانواء » وصراخ الفرسان ٠ وغيوم الغبار » ورجع الحواقس »
لتثبث اي غنى يمكن ان تفجره الواقعية عندما تدق ايقاعها الكوني » وحين تتجاوز المعاش
الى الممكن راسمة خطا ناريا محرقا في العصب والعرق ؛ متجاوزة مسافات الزمسسان
والمكان ٠٠ هذا هى الادب الخالد ٠
« غولساري » الرمز المعادل لتاناباي الانسان الصلب الحر , الشموس ٠ ففي تفس
الوقت الذي تنقق فيه الخيول من العواصف والذئاب والجوع ؛ في الوقت الذي الخذ يدق
فيه تاناباي طاولة تشورى ويصيح :
لا تنظر الي بهذا الشكل ٠٠ لست بالفاشي امامك , اين العنابر القطعان , اين العلف,
اين الشوفان . اين الملح ؟ بالريح وحدها نعيش ؛ اى هكذا اوصينا أن ندير امورتنسسا
الاتتصادية ؟ الا ترى بأية اسمال اسير انا , انظر الى مساكننا تعال لتعرف كيف نعيش
اننا حتى الخبز لا نشبع ؛ وحتى في الجبهة كان الهال افضل بمئة مرة مما نحن عليدالان٠
ويرخي تشورى الطيب راسه ؛ ويعصر قلبه الضعيف ؛ ويقرر ان يستقيل من رئاسسة
الكولخوز ليعمل رئيسا للمنظمة الحزبية » انه مسنن في الآلة الكبيرة وليس يدري ما يعمل- - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 87-88
- تاريخ
- فبراير ١٩٧٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Not viewed