شؤون فلسطينية : عدد 68-69 (ص 94)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 68-69 (ص 94)
- المحتوى
-
5
من الصعب احيانا فهم ما يجمع بين هؤلاء البشر المختلفين هذا الاختلاف والمتأثريسن
خارجيا وداخليا » في لحمهم ودمهم بالخاصيات القومية والعنصرية والعرقيسة للشعوب
التي عاشوا وسطها خلال قرون *
من النموذج الكلاسيكي القادم من الثورات الى الرجل المتاصل في اليمن الصحراوية »
حيث اليشرة الكامدة اللون والائعكاسات البرونزية » والعينان السوداوان كحجر اليمان ,
الى اليهودي الليتواني ذي العيئين الزرقاوين والانف الخانس والشعر الاحمر ٠ من
المستحيل التمييز بين يهودي من جورجيا وجيورجي حقيقي ٠ وانا الذي امضيت كل حياتي
في الاتحاد السوفياتي لا ازال استغرب حين يعترف لي؛ احد سكان تبيليسي اى كوتايسي
في عارض من الصدق ؛» يأنه هى أيضا يهودي ٠ لا ازال اجهل ما هى الفرق الخارجي بين
يهودي من بوخارا واي مواطن آخر من آسيا الصغرى » من تادجيك اى من اوزبكيستان
مثلا ٠ اليهود الامان الذين هربوا من هتلر في الثلاثينات , واسسوا مدينة نهاريه شمالي
فلسطين يعيشون حتى الآن في بيئة اجتماعية مغلقة , معظمهم لا يتقن العبرية بعد ؛ بل
يستخدمون اللغة الالمانية ويقدسونها اكثر من الالمان انفسهم ٠ في ديموئا » جنوسي
اسرائيل » نرى الحسناوات الشرقيات السمراوات البشرة ؛ يلبسن الساري ذا الالوان
الفاقعة » وقد رسم على جبهتهن نقطة حمراء » ووضع غلى ارنبة الانف مس وليس في شحمة
الاذن ماسة صغيرة جدا ٠ انهن أيضا يهوديات اصلهن من الهند او من باكستان ٠ اما
اليهود المغاربة » فيشبهون العرب ٠
فما هي اذا العلاقة بين بشر على هذا الحد من المتباين ؟ لماذا يعتبرون أنفسهم يهود
طيبين ؟ ويجب الا ننسى ان خمس عدد سكان اسرائيل فقط هي مؤمن ٠ لذلك لا يمكسن
أن يكون الدين هى القاسم المشترك ٠
يؤكد الفيلسوف الفرنسي الوجودي » جان بول سارتر في كتابه ٠ تاملات حول المسالة
اليهودية » أن اليهود لايشكلون مجتمعا حتى الان الا بفضل الضفغوط الخارجية : وان
الرايط الوحيد الذي يحافظ غلى وحدتهم هى الازدراء العدواني الذي يكنه لهم باتي الشعوب,٠
عدد كبير من الباحثين في اسرائيل وبين يهود الدياسبورا ( المنفى ) لايشاركون
الفيلسوف الفرنسي رايه ابدا ٠ يفسرون على طريقتهم الخاصة بقاء هذا الشعب الذي لم
يبد خلال الوف السنين , بينما لم يبق من الشعوب المزامنة المجاورة الا رماد تاريخي ,
واشارات عابرة في المخطوطات ٠ ليس موضوعي التدخل في هذا النقاش بل أريد فقط ان
اقدم لكم نتيجة تجربتي وملاحظاتي الشخصية ٠ واعترف بان جان بول سارتر هى على حق
بكل اسفاء
نحن مرتبطون » مضغوطون بعضنا على البعض الاخر , بفعل احتقار وكره من حولنا ٠
جمعنا الخطر المشترك الذي يهددنا » واقلعنا عن ارادتنا في الاندماج لنشكل كثلة واحدة
مدموغة بخاتم كاهين وكراهية الذين حولنا ٠ اكتشفنا ائنا يهود وحملنا هذا الصليب ؛ لان
كل موقف آخر » كان مستحيلا ٠
ان الواقع الاسرائيلي » هذا الخليط المذيف من اللغات ٠ ومن الناس , الذين غالبا
ما كانوا في تعارض. تأم : ما يسمى بالشعب اليهودي ٠ الذي جمع في وطنه القديم انطلاقا
من أجزاء مشتتة يشهد أيضا على حقيقة نظرية الفيلسوف الفرنسي الاكيدة ٠
اذا توقفت 'الدول العربية عن تهديداتها » وعقدت مصلحا مع اسرائيل ؛ فائئي مقتنع
نا
1 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 68-69
- تاريخ
- يوليو ١٩٧٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 59403 (1 views)