شؤون فلسطينية : عدد 44 (ص 5)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 44 (ص 5)
المحتوى
‎٠6‏ اوه
‏للصهيونية »© ولوليدتها « اسرائيل » ©» سجل حاغل بالتناقضات . فهي الحركة التي « ترمي الى حماية
اليهود » واذ! بها تضعهم في خطر دائم © وهي التي « تريد. أن تحمي حقوق المضطهدين »© ختضطهد أصحاب
الحق ©» وهي « الحركة القومية » التي تقوم على فكرة الدين الذي لا يعترف بالقوميات » وهي « الحركة
الانسانية » التي تصنف البشر وتستبيح تنكيل بعضهم ببعضهم الآخر ... الى غير ذلك من التناقضات التي لا
تجتمع قي حركة مياسية واحدة بمثل ما اجتيعت في الصهيونية © فكرا وواقعا . غير ان هناك تناقضا آخر
تكاد الصهيونية » ووليدتها « اسرائيل » © تنفرد به وتبلع به حدا غريبا جدا » وهو أنها « رسالة الحضارة
والثقافة في الشرق »© وان وليدتها هي « واحة الخير والمعرفة في :صحراء العرب » » بينما الواقع » الذي
نعرفه ونعيششه نهن العرب يوما بعد آخر »© يكشف لنا عن نقيض ذلك . فهي »© اذا ضريت مصر © تختار
مدرسة للصغار . واذا هربت دمشق تختار مركا للثقافة ‎٠‏ واذا ضربت بيروت تختار مكتبة ‎٠‏ واذا ضربت
مخيما تختار المدرسة او دار الحضانة أو المستوصف . واذا قتلت رجلا تفضل الشاعر او القاص او المفكر.
‏هذا ما نعرفه نحن ‎٠‏ لكن مثقفي العالم وعلماءه وفنانيه الكبار » ومن بينهم العديد من الحاصلين على جائزة
نوبل »© لا يعرفون ما نعرفه نحن . ولا يرون الصورة بشكلها الحقيقي ‎٠‏ بل هم يرونها كما تعكسها لهم
الدعاوة الصهيونية : اسرائيل الواحة وصاحبة الرسالة والجسر الذي ينقل للعرب حضارات العالم والمصباح
الذي يئير طريقنا الخ ... لذلك هم يخافون على اسرائيل . وهم أول من يتنادون الى مساعدتهنا وحمايتها
وتأمين سبل الحياة والاستقرار والنمو لها . وهم » كما حصل في الايام الماضية © يتكبدون مشاق السقفر
ليجتمعوا وليتدارسوا « اغطهاد » اليونسكو لاسرائيل وليقررو! ضرورة دعم اسرائيل لتبقى المثارة المنيرة
والواحة المعطاء . ويتكلمون وكأنهم يمزحون ‎٠‏ وثقرأ ولا نصدق ‎٠‏
‏وقد آن لنا أن نقف وقفة هادئة امام هذه الظاهرة الغريبة » بعيد! عن الانفعال وعن التهميج » لنحاول
ان نفسر هذه الظاهرة اولا ولنجد لها العلا ثانيا . اذ لا يكفي »© ولا يفيد أبدا © ان يبلغ بنا تبسيط الامور
بآن نوجز المشكلة كلها ياصدار حكم عام غير محدد : ما هؤلاء المجتمعون الكيار لنصرة العدو والتستر عليه
الا مهيونيين متواطئين ومشاركين في الارهاب والتهديم والخداع وكل ما تقترفه أيدي سلطات اسرائيل ‎٠‏ أو
هم عملاء يخدمون الصهيونية واسرائيل لتاء اجر أو اغراء ‎٠‏
‏لا شك أن بين المجتمعين في باريس في الاسبوع الماضي لنصرة اسرائيل « ثقافيا » مجموعة من الصهيونيين
الملتزمين والعاملين المكرسين لاسرائيل . ولكن لا شك أيضا ان علماء وغنانين وفتهاء وفلاسفة وأدياء
وشخصيات عالمية مرموقة اإخرى كثيرة © من عشرات الجنسيات ومن مختلف الاديان والاتجاهات الفكرية
والسياسية © يشاركون الصهيوئيين في محاولاتهم لدعم اسرائيل ؛ وخاصة للتستير على آثامها ولتبرير
اعتداءاتها وللطعن بالعرب وللدعوة ضد الثورة الفلسطينية . وخطورة مساعي هؤلاء » وخطرها »© كبيران
جدا : ليس لضخامة عددهم واهمية مناصبهم وتوزعهم على بلدان ومجتمعات ومؤسسات كثيرة ©» فقط »
وائما لقناعتهم بصحة ما يفعلون . ومثل هؤلاء تحملهم قناعاتهم الى أقصى درجات الجهد في التعبير عن
أفكارهم تعبيرا فعليا ‎٠‏
‏هنا يأتي رد فعلنا المتسرع والسطحي قاصرا عن رؤية الاسباب واستنياط الحلول . فلو كانت تلك
الغائبية من الشخصيات الفكرية الكبيرة في العالم تؤيد إسرائيل من تواطؤ عقائدي ») أي عن تصهين © او
تاريخ
أبريل ١٩٧٥
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 58942 (1 views)